مريم الأحمد - ثياب أختي الكبرى..

ثياب أختي الكبرى لي، و كذلك حذاؤها المفلطح..
رقعة كبيرة على القماش، لا ضير!
و تنطلق صافرة أبي معلنة هلال العيد.
طقم أختي الجديد، لا يبارح نظري!
من الساتان الأحمر الموشّى بالدانتيل على الأكمام و الياقة.
تبدو أميرة تبريزية في عنفوان تمردها،
حذاؤها أخضر لامع و له بوز رفيع مدبب!
اكتشفتُ مهارتها بمعس الصراصير في الزاوية!
تتساقط أوراق الصنوبر على رأسي، و أردّ على تحيات الجيران بتحريك بؤبؤ عيني إلى اليسار و اليمين..
لو تقدر الأوراق الساقطة على الطيران من جديد إلى غصنها كما يفعل طير الدوري!
لو!
هل هناك ملعقة في كأس العصير؟
أحرك السكر بإصبعي ثم ألحسه!
مذاق رهييب!!
أمي تغسل الدجاج المذبوح على شهادة الله و أكبر. و على آية بسم الله يبدؤون تمزيقه!
طقوس بدء التحرر من عادات الكبار المقيتة.
نتف شرف بعضهم، ترديد الشائعات المغرضة، استجواب بشأن العرسان و الحفلة و المهر و أهلية العريس و شؤون مختار قريته!
مالي و كل هذا السخف!
سهرت مع أختي على السطح، نعد نجوم السماء!
السماء في ليلة العيد مليئة بالشهب!
الشهب أخطر و أجمل من النجوم!
الباب الصغير للسطح موارب، نضع إزاءه حجر لكي لا يصفعه الهواء!
و قد نستعملها بزجر كلب بري داشر!
سيمر شهاب! فقط مسّدي ظهر السماء بأصابعك!
أتظاهر بتدليك الهواء! و يسقط الشهاب مدوياً في أرض الأحلام!
القلب إمام السماء ، و السماء إمام العين، و العين إمام المدى و المدى إمام الشفتين.
شفتاي على خشب الباب!
أبي يقرأ فاتحة أختي سلمى على الشاب الوسيم الخجول براء
و هو من كل الشر و الإفك حقاَ براء!
قبّل أختي على وجنتيها و عانقها
و أقسم أني رأيت يومها
ورق الشجر الساقط
يحلَّق راجعاَ إلى غصنه.

... مريم......

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى