لطيفة زهرة المخلوفي - صورة المرأة في الأمثال الشعبية الحلقة الأولى

[HEADING=2] الحلقة الأولى [/HEADING]


يعد المثل أحد أبلغ وأهم الأساليب التعبيرية الشعبية، التي حضيت بانتشار وتداولا كبير استعمالا ونقاشا.
إنه تعبير مشترك بين الثقافات حيث يعبر عن مشاعر الشعوب، كما يجسد أفكارها وتصوراتها وعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها. وهذا ما يجعله انعكاس لمعظم مظاهر الحياة الجماعية في صورة شاملة.
يمكن القول أن المثل الشعبي بوثقة لنمط العيش الجماعي لحفظ ذاكرة كل مرحلة على حدة.
تتميز الأمثال بسرعة الانتشار والتداول عبر الأجيال. كما تنتقل من لغة إلى أخرى عبر الأزمنة والأمكنة، فضلا عن تفردها بالإيجاز الكبير، وجمال وقافية اللفظ وكثافة المعنى.
وارتباطا بالمواقف والتصورات الجماعية اتجاه الرجل والمرأة، سنستحضر بسط وتحليل نماذج من الأمثلة الشعبية المغربية، والتي تشكل توجيها واعي وغير واعي أحيانا لمنظومة القيم_ التي تلقن في المجتمعات التقليدية بالخصوص_ باستمرار من خلال التنشئة الاجتماعية
ولا يمكن استحضار صورة المرأة في الأمثال الشعبية إلا بالموازاة مع بسط صورة الرجل في هذا النسق الشعبي، ومن منطلق كون الأمثال انعكاس للثقافة الشعبية فهي تبقى حية في الذاكرة الجماعية وتتحكم في تحديد المكانة وتوزيع المهام.
إن أهمية دراسة المثل الشعبي تكمن في كونه يعبر عن أوضاع معينة والمواضيع التي يرمز إليها، فضلا عن كونه موجز لخطاب شفهي يستند في حالات كثيرة إلى الأسطورة والحكاية، ليصوغ منظومة معارف تعبر عن بنية اجتماعية واقتصادية وثقافية معينة، دون أن نغفل نزوعه الى صوغ نسق تقويمي للسلوك الفردي والجماعي على حد السواء.
ومنه، فإن هذا التعبير يحمل في طياته ضبطا اجتماعيا، وهو ضبط يشمل مختلف مناحي الحياة بحيث أن دائرة الامثال شملت وبشكل لافت صور عن الجنسانية مما يحيل على أن هذا الطابو كان له حيز في التفكير الجماعي الشفهي ولم تكن ممارسته مقتصرة على الغرف المغلقة.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى