شاهيناز الفقي - أنشودة آمون وترنيمة إيزيس وأسرار الهيروغليفية

هل أسيت زوجة رمسيس الثاني هي أسيا بنت مزاحم، واسم الملك زوسر هو اسم عربي بمعنى جسور، والاسم مارية أصله فرعوني ميريت، هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى؟
تساؤلات وأفكار عرضها الباحث ياسر أنور في كتابه الشيق والهام أسرار الهيروغليفية والعربية وهو كتاب على درجة كبيرة من الاهمية لكل باحث أو عاشق للتاريخ المصري القديم.
تابع العالم بشغف الحفل الأسطوري المهيب لافتتاح طريق الكباش في الأقصر، ذلك الطريق الذي كانت تمر منه الرحلات البرية ما بين معابد الكرنك والأقصر خلال عيد الأوبت المصري. وكانت تقام فيه الاحتفالات وتقدم القرابين وتنشد الأغاني وتقرع الطبول. ومما أضاف لهذا الاحتفال المزيدمن السحر والعظمة هي أنشودة آمون التي ترنمت بها الفنانة هايدي موسى، ومن قبل في إبريل الماضي كان الاحتفال بموكب المومياوات وانطلقت منه ترنيمة مهابة إيزيس التي قامت بأدائها السوبرانو أميرة سليم.
اللغة الهيروغليفية هي لغة غريبة على الأذن لكن الترانيم الفرعونية أثرت بشكل كبير في مستمعيها ليس في مصر فقط ولكن في العالم، وكأن عظمة الحضارة المصرية القديمة أضفت هذه الهيبة على اللغة الهيروغليفية.
حفزني هذا الاهتمام للحديث عن كتاب للباحث م/ياسر أنور بعنوان من أسرار الهيروغليفية والعربية ، ومن خلال صفحات هذا الكتاب يصحبنا الباحث ياسر أنور في رحلة مع اللغة الهيروغليفية منذ اكتشاف حجر رشيد والنظريات المختلفة لفك رموز اللغة بداية من توماس يانج الإنجليزي وشامبليون الفرنسي وحتى يعقوب بولتسكي العالم اليهودي.
يستعرض كتاب أسرار الهيروغليفية والعربية المنهج الذي اتبعه البريطانيين والفرنسيين في فك رموز اللغة وغياب المنهج العلمي في التعامل مع الهيروغليفية، ودلل على ذلك بعدة نقاط غاية في الأهمية.
أفرد الباحث مساحة كبيرة للتحدث عن مشكلات اللغة الهيروغليفية، منها على سبيل المثال غياب الحروف المتحركة، ومشكلة التاء المفتوحة والتاء المربوطة، والمكملات الصوتية وقد أوضح في الكتاب كل مشكلة من المشكلات وتفاصيلها.
الجزء الهام في الكتاب والذي حقق لي متعة شخصية بصفتي من عشاق التاريخ المصري القديم هو الذي تطرق فيه الباحث إلى العديد من المفردات العربية والقرآنية المشتقة من اللغة المصرية القديمة على سبيل المثال كلمة "ويكأن" التي وردت في سورة قارون حيث أوضح أن المصريين القدماء كانوا يستخدمون كلمة "وي" للتعجب، وكذلك كلمة "دمدم" التي ذكرت في سورة الشمس والتي يقابلها في الهيروغليفية "جمجم" بمعنى يدمر وفي ذلك دلالة على الإعجاز اللغوي للقرآن حيث أن هذه المسائل اللغوية لم يكشف عنها إلا منذ قرنين من الزمان فقط.
يعرض الكاتب لوجهة نظر ربما تكون بداية لمزيد من الأبحاث منها مشكلة التاء المفتوحة والتاء المربوطة ومن خلال هذه المشكلة اللغوية يحاول أن يثبت أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى وأن زوجته أسيت هي السيدة أسيا بنت مزاحم التي تلقت النبي موسى من اليم والتي ذكرها سيدنا محمد في أحاديثه رغم أن القرآن لم يذكر اسمها صراحة ولقبها امرأة فرعون.
أما الجزء الثاني من البحث كان عن أسرار اللغة العربية، ويستعرض من خلاله العديد من التساؤلات ويبحث عن الأدلة ويفسر الكثير من الغموض، وبإذن الله يكون لنا مقال منفصل عن هذا الجزء الهام والشيق من البحث.
في النهاية لا يسعني إلا أن أثمن جهود الباحث م/ ياسر أنور في محاولة الوصول لبعض التفسيرات لأمور ملتبسة وغامضة في اللغة الهيروغليفية والتي ربما لو توصلنا إليها تتبدل وتتغير حقائق تاريخية هامة، وأتمنى أن يكون هذا البحث نواة وبداية لمزيد من الاهتمام من الباحثين المصريين والمهتمين بالتاريخ المصري القديم وباللغة الهيروغليفية وبذل المزيد من الجهد في هذا الشأن الهام.





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى