ديوان الغائبين ديوان الغائبين : حميد المظفر - العراق - 1948 - 1985

ولد حميد بن عبدالصاحب بن جابر المظفر في مدينة النجف، وعاش فيها جل عمره غير مدة في مدينة كربلاء، وفي النجف وافاه الأجل.
عاش في العراق.
دخل مدرسة منتدى النشر فأكمل الابتدائية والمتوسطة، وتخرج في دار المعلمين الابتدائية في كربلاء (1971).
عين معلمًا بالمرحلة الابتدائية في مدارس النجف، ثم حن إلى مدرسته الأم (منتدى النشر) التي سميت كلية الفقه، فواصل الدراسة بها رغم ظهور بوادر المرض
عليه، فأكمل دراسته الجامعية (1977) وغدا مدرسًا جامعيًا، ثم تفاقم المرض حتى أقعده، وكان مشغوفًا بالعربية وآدابها منذ صغره.

الإنتاج الشعري:
- له عدة قطع وقصائد في مصادر دراسته.
شعره تقليدي في أغراض مألوفة، يجاهد أن تكون له ذاتية وخصوصية في التعبير عن حالات الحب وصوره، وبخاصة في قصيدته القافيّة، والأخرى البائية.

مصادر الدراسة:
1 - كاظم عبود الفتلاوي: مستدرك شعراء الغري (جـ1) - دار الأضواء - بيروت 1423هـ / 2002م.
2 - الدوريات: جريدة «العدل» النجفية - العدد 6 الصادرة في 7/2/1976.

وكاد ينصرف

مـا رأيـنـا العـشـــــــاقَ تعتكفُ = مـثلَنـا للهـــــــــــــــــــوى فتَأتلفُ
قـد سكرْنـا والنجـمُ يرقبُنــــــا = لا نـبـالـي واللـيلُ يـنـتصــــــــــــف
بـيـن نجـوى وغُنــــــــــوةٍ وفَمٍ = مـن لـمَاهُ الـمعســـــــــــــــولِ نَرْتشف
غـيرَ أنـي - وحـبُّه بـدمـــــي = قـلـت: أهـوى مَنْ زانهـا الشـــــــــــرف
قطَّبَ لـي الجـبـيــــنَ مُنذهلاً = وبـدَتْ ركبتـاه تــــــــــــــــــــرتجف
قـلـت: مـاذا دهـاكَ يـا أمـلـــي = قـال: دعْنـي، وكـاد يـــــــــــــــنصرف

***

طائر الشوق

هـزَّه الشـوقُ فــــــــانطلقْ = طـائرٌ بـالـمـــــــــــــــــــــنى صَفَقْ
فرَّ مـن بـيـن أضلعــــــــــي = حـالـــــــــــــــــــــــمًا ضمَّهُ الغسق
ودمـوعـــــــــــــــــــي لآلِئٌ = زفَّهـا الـيأس فــــــــــــــــــــي نَسَق
فَيَدٌ تحصد الصَّفـــــــــــــــــا = ــــــــــــــــــــــــويَدٌ تزرعُ ال
لـي حـبـيبٌ وقـــــــــــد جَفَا = ذكْرُهُ بــــــــــــــــــــــــالشَّذى عَبق
ربطتْ بـيـننـا الإخــــــــــــا = لـحظةَ العـمـرِ وافتـــــــــــــــــــرق
طـائرَ الشـــــــــــــوقِ قُلْ له = إنَّ قـلـبـي قـد احتـــــــــــــــــــرق
أنـا أهـواكَ والــــــــــــــذي = خلق النـاسَ مــــــــــــــــــــــن عَلَق

***

أفيقي

أفـيـقـي بـــــــــدِّدي آلام صَبٍّ = سقـاهُ الـدهـرُ مــــن كأس العذابِ
أفـيـقـي جـدِّدي أيـامَ كـنــــــــــــــا = نروحُ ونغتدي بـيـن الشِّعــــــــاب
وننسج مـن خـيـوط الشمس ثـــوبًا = ونلـبَسُه عـلى ثـوب الشبــــاب
ونضحك للـحـيـاة بـلا فتـــــورٍ = ونـبسمُ للزهـور عـلى الروابــــــــــــي
نراهـا والندى فـي وَجْنـتَيـهـــــــا = يـقبِّلُ ثغْرَهـا بفــــــــــــــــــمٍ مُذاب
أغارُ فأمطِرُ القبــــــــــلاتِ حتى = لأَسْكَر فـي محــــاسِنِك العِذاب
ونرجع حـاصديـن الأُنسَ لــــيلاً = يـدًا بـيـدٍ سنـيـنًا فـي اقتــــــــــراب
إلامَ الـبعـدُ يـدنـو وهــــو زَيْفٌ = فـيـطـوي حـبَّنـا طـيَّ الكتـــــــــــــاب
فـوا أسفـي عـلى مـاضٍ سعـدٍ = تَرمَّدَ واستحـال إلى تـــــــــــــراب
فلا طـيفٌ ألاقـي فـيـه روحـــــــي= سـوى هَمٍّ تـراءى فـي الضبـــــــــــاب
عـلى قِمَمِ السحـــاب نثرتُ سَعْدي = وأحـلامـي عـلى شـوكِ الهضـــاب

***

أبو اليتامى
في رثاء والده

ما مات لكنْ إلى فردوسه صعدا = بنهج أخلاقه يحيا بنا أبدا
تلك الثمانون قنديلاً بما حفلتْ = من المروءات ما زالت تشعّ هدى
أرثيه؟ لكن أأرثي من أراه هنا = في كل قلبٍ ومن في موته وُلِدا
لرُبَّ مَيْتٍ بنا حيٌّ وإن لُـحِدا = وربَّ حيٍّ ولكنْ لا نرى أحدا
أخال غصنين قد ألوى ربيعَهما = عصفُ الزمان استقاما منه واتّأدا
وأطفأا جمرةَ الأحزان في دمه = إذ عانقاه وفرّ الموت مرتعدا
عمّاه فزنا وتلك الخلد روضتنا = فسِرْ بنا في رحاب الله متّقدا
يا أيها الزاهدُ الحاني أضالعَه = على العبادة في محرابه رَشَدا
البيت لا يُبتنى إلا له عمدٌ = وكنتَ فينا عماد البيت والوتدا
تلك الدواة وذاك الطرس لفّهما = صمتٌ، فلا حكمةٌ تنساب فيضَ ندى
واستنطق الحزنُ محرابَ التقى ألـمًا = يسائل الركنَ ما صلّيتَه عددا
آمنت بالعلم والأخلاق معدنه = تاجًا كريمًا على آثارك انعقدا
ألا سقى الله قبرًا ضمَّ كوكبنا =وما خبا نوره عنا وما افْتُقدا
- أستغفر الله - بل في القلب مضجعه = ما مات من في قلوب الناس قد رقدا
من يبذر الحبَّ في الأبناء مكرمةً = هو ابن أمٍّ به قد أنجبتْ ولدا
وزارعُ الخير لا يرضى بدائله = سوى المفازةِ في الدارين قد حصدا
وإنَّ من كان يُدعى في مآثره = أبا اليتامى سيبقى خالدًا أبدا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى