ديوان الغائبين ديوان الغائبين : حسين وصفي رضا - لبنان - ( 1882 - 1911

ولد حسين وصفي بن علي رضا بن محمد شمس الدين القلموني في قرية قلمون (جنوبي طرابلس - شمالي لبنان)، وتوفي في القاهرة.
حفظ القرآن الكريم، وتلقى تعليمه عن عدد من رجال العلم في بلدته، ثم قصد مصر والتحق بالأزهر وتتلمذ على علمائه.
شارك شقيقه محمد رشيد رضا في تحرير مجلة المنار، واختطفه الموت مبكرًا.

الإنتاج الشعري:
- له قصيدة: «رثاء حكيم الشرق» نشرت في كتاب تاريخ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، وله قصائد نشرت في مجلة المقتبس، منها: «الأمة الشرقية وذكرى المستنصرية والنظامية» - المجلد الأول - جـ2 - شعبان 1324هـ/ 1906م، و«أدعية العرفان» - المجلد الأول - جـ4 - ربيع الثاني 1340هـ/ 1921م، وقصيدة: «عذيري من الإنسان» - مجلة المجلات العربية - أكتوبر 1906، ورسالة إلى صاحب مجلة سركيس - مجلة سركيس - العدد 22، 23 - 1906، وقصيدة: «دروين والإنسان» - مجلة العرفان - الجزء السابع - المجلد الثاني - 8 من يوليو 1910.

الأعمال الأخرى:
- له مقالات نشرت في مجلة المنار نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.
شاعر مفكر، له منطلقاته الفلسفية وموقفه الاجتماعي من قضايا التحديث، نظم الشعر في مناسبات اجتماعية كالرثاء والتهنئة، وله قصائد في النقد الاجتماعي، مالت قصائده إلى القصر، اتسم أسلوبه بالوضوح والبساطة محافظًا على العروض الخليلي والقافية الموحدة والمحسنات البديعية، لجأ في بعض قصائده إلى استخدام القوافي الغريبة متعللاً بضيق القافية كما في قصيدته «عذيري من الإنسان» وقد يستخدم أساليب التهكم، لكنه في النهاية يسفر عن موقف فكري ينازع شعره وصوره وإيقاعاته.

مصادر الدراسة:
1 - لويس شيخو: تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين - دار المشرق - بيروت 1991.
2 - محمد رشيد رضا: تاريخ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده - مطبعة المنار - القاهرة 1906م.

عذيري من الإنسان
ضـاق صدري فكـم أشـاهد قـومًا = يـدَّعـون العـرفـان والفضل إفكــــــــــا
يـزعـمـون السّمـاح لكـن إذا تــا = حَ لهـم يفتكـون كـالأُسْد فتكــــــــــــا
يرجـمـون الفتـاة إن سقطت لـ = ـكـنهـم يـهتكـون الأعـراض هتكـــــــــا
يظهـرون السداد حتى إذا مـــا = طفقـوا يعـمـلـون ألفـيـــــــــــت نَوْكى
ويـنـاجـون ربـهـم حـالة الجهـ = ـرِ وهـم يشـركـون فـي السـرِّ شـركـــا
شـرعـوا الرفق بـالـبـهـائم لكن = أوسعـوا نـوعهـم عذابًا ومَهْكــــــــــــا
صـفحةٌ مـن كتـابـهـم تـمدح الشو = رى ومـا بعـدهـا يُقـدّسنَ مـلكــا
ربِّ مـاذا يراد مـن خَلْق قـــــومٍ = نـبذوا كل مـا نسمـيـه نُسكـــــــــــــا
كلُّ فردٍ يسعى لنـيل مـنـــــــاه = ومـنى الأكثريـن إن نــــــــــــيل أبكى
لـيس ظلـم الـذئاب أمـرًا فرّيـــا = إن ظلـم الإنســـــــــــان أدهى وأنكى
يظلـم الـذئب كـي يحصّل قـــوتًا = إنمـا الـمـرء يظلـم النـاس فَنْكــــــــا
ربِّ مـا السـرُّ فـي نزاع الـبرايـــا = ومـصـير الإنسـان حتفًا وهُلكــــــــــــا
أيسـوقُ الأب ابنه للرزايـــــــــــــا = وإذا لِيـم يـنـبري يــــــــــــــــتزكّى
وتضـير الرؤوم كلَّ بنـيـهـــــــــــــا = لا لـذنـبٍ إلا لـمـا لـــــــــــيس يُحكى
وتـرى إخـوةً إذا تـاح للــــــــــــــوا = حدِ إيذاءُ آخرٍ مـــــــــــــــــــا تلكّا
أيُّ ذنـبٍ جنـاه يـوسفُ مع أصنــا = ئهِ حـيـن سِيـم ضَيْمًا وضَنْكــــــــــا
إنَّ عـارًا أبنـاءَ آدمَ أن نـبـــــــــــــ = ـقى بعصر العـرفـان نمحك محكــــــا
إن عـارًا أن نسفك الـدم ظلــــــــــــمًا = وعـلـيـه نختـال فخرًا وزيكـــــــا
إن فقـد الـحـيـاة خـيرٌ لـمـن لــم = يُؤتَ حـب الأنـا ولـم يؤت مسكــــــا
لـيس يجـدي تَكَؤُّدَ الخـير نفعًا = مـن بـه صـاك شـرّ الأعـمـال صـوكـــــا
كلُّ شـرٍّ أحـاط بـالنـاس فـالنــا = سُ هُمُ نـاظـمـوه سِلكًا فسلكــــــــــا
لا إخـال اللـبـيب يجهل هــــــذا = أيكـون الإيـقـان بـالشـــــــــــيء شَكَّا
إن فـي هـذه الـحـيـاة لســـــــــــــرّاً = لـبَّكَ الأمـرَ فـيـه وازداد لَبْكــــــــــا

***

دروين والإنسان

عذيري مـن الإنسـان كـم يألف الظُّلْما = وكـم هـو مـيّالٌ لـيجتـرحَ الإثـمـا
أيـنقـم مـن «درويـنَ» إن قـال إنه = أخـو القـرد حتى ظل يُوسعه شَتْمـا
ومـا هـو إلا صنـو سِيـدٍ عمـلّسٍ = يجوب الموامـي يـنفث الـحقد والسّمّا
يحنُّ إلى الإيذاء فـي كلِّ لحظةٍ = ويحنـو عـلي شـرب الدمـا ولهـا يظـمـى
أ«درويـنُ» قـل إن ابنَ آدمَ أصله = ذئاب الأذى أوقـل هـو الفتـنة العـظـمـى
يضـير أبـاه لا لـذنـبٍ وإنمـا = هـي النفس أضحى كلُّ حـيٍّ لهـا خـصـمــــــا
يعـيث فسـادًا فـي الـبـلاد تلذذًا = ويعبث بـالقـانـون مـن كرهـه السّلـمــــا
فيا صاحبَ القاموس لو كنت منصفًا = لرمَّجت من قاموسك الرفق والنعـمى
ومـا رحـم الإنسـان يرحم رحمةً = سـوى كلـمـاتٍ أثبتـوا رسمهـا رجـمــــا
فما قيمةُ الأوصاف من دون أهلهـا؟=وأي مسمّىً ليت شعـري لذي الأسما
فتَبّاً لـمـن لا يرتضـي غيرَ خلَّةٍ = يشـارك فـيـهـا وهـو لا يرعـوي العُجْمـــا
وبُعـدًا لإنسـانٍ يسـوم الورى أذًى = ويُلفى إذا لـم يصنع السـوء مهتــــمّا
يـقـولـون إنسـانـيّةٌ: وهــي كِلْمَةٌ = تقـالُ ابتغاءَ النفع والجشع الأعـمى
وإلا فـمـا سلطـان قـومٍ تقـوّلــوا = أقـاويلَ شَتّى كـان مـا أنـتجت هضما
مـا سـاءنـي مـن زمـانـــــــــــــــــي = إلا بنـــــــــــــــــــــــــوه وأهلُهْ
فلا تـرى مـن بنـيـــــــــــــــــــــه = إلا الـذي سـاء فعــــــــــــــــــــله
ومدّعـي العـلـــــــــــــــــــــم إفكًا = كأنمـا العـلـــــــــــــــــــــم جهله
وقـائلٌ إنَّ فَضْلـــــــــــــــــــــــــي = وفرٌ ولـــــــــــــــــــــــم يَبْدُ فضله
وزاعـمٌ أن مـوت الــــــــــــــــــــــ = ـعـافـيـن لاشـــــــــــــــــــاهُ بذله
وحـاكـمٌ وهـو يـتلـــــــــــــــــــــو = أنـا الـذي عَمَّ عـــــــــــــــــــــدله
وفـاخرٌ فـي مزايـــــــــــــــــــــــا = يـمتـاز فـيـهــــــــــــــــــــنَّ أصله
وقـائلٌ إن شعـــــــــــــــــــــــــري = ـــــــــــــــــــــــحَزْنُ الكلام وس
وذو الـيراع يـنـــــــــــــــــــــادي = أنـا الـذي لـيسَ مـــــــــــــــــــثله
إذا هـززت يراعــــــــــــــــــــــــي = ــــــــــــــــــــــــرِيعَ الشآم وأه
وذو الـتـنفُّجِ يـهـــــــــــــــــــــذي = أنَّ السِّمـاكـيـن نعــــــــــــــــــــله

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى