ديوان الغائبين الأحول الحسني - موريتانيا - 1805 - 1835

عبدالله بن محم الفك.
ولد بمنطقة «العُقل» بنواحي «الركيز»، وتوفي في «تندوج» بولاية الترارزة.
عاش في موريتانيا (منطقة الترارزة بالجنوب الغربي الموريتاني).
درس في صباه القرآن الكريم، والمتون الشرعية واللغوية، كما قرأ دواوين الشعر الجاهلي والإسلامي، خاصة ديوان الشعراء الستة الجاهليين، للأعلم
الشنتمري، وديوان غيلان ذي الرمة، وغيرهما.
تتلمذ بعد ذلك على باب بن أحمد بيبه وتلقى أهم العلوم التي تدرس ذاك الوقت.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان شعر، جمعه وحققه الباحث أحمد المصطفى - في المدرسة العليا للأساتذة والمفتشين 1983 - نواكشوط (مرقون) وعدد أبيات الديوان (450) بيتاً.
يمتاز الشاعر بأصالة التجربة الشعرية وحرارتها، ويدعم ذلك اقتصاره في شعره على المديح النبوي، والحماسة النابعة من تجربة شخصية، ثم الغزل، وهي جميعاً أغراض ذاتية، أو لها صلة وثيقة بالمشاعر الخاصة، مما يكشف عن أن الشاعر لم يكن يرغب في قول الشعر لدواع خارجية لا تنبع من ذاته ومن معتقداته. شعره عمودي يترسم خطى الشاعر القديم، كما يتسم بطول النفس الشعري إذ تطول بعض قصائده إلى ما يجاوز السبعين بيتاً. يتصف شعره بالجزالة وقوة السبك وجمال الصورة الشعرية.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد بن الأمين الشنقيطي: الوسيط في تراجم أدباء شنقيط (ط3) - مكتبة الوحدة العربية بالدار البيضاء - مكتبة الخانجي - القاهرة 1961.
2 - محمد المختار ولد أبَّاه: الشعر والشعراء في موريتانيا - الشركة التونسية للتوزيع - تونس 1987

طيف الخريدة زرت طارق مقصر

طيف الخريدة زرت طارق مقصر = فارجع وراءك وامض أيّ مقصّر
هل تعترى بك أن قدمت مسرة = قلبي وطيف محمد لا يعترى
حبّ إذا طرق الحبيب افاده = أشهى محادثة وأحسن منظر
خير الالى حملوا الرسالة ان هم = عدوا وأجدرهم بعد الخنصر
فهو المقدم والموخّرُ غيرهُ = شتان بين مقدّم وموخّر
أنّى أقدم قبل مدح محمد = ذكر الخرائد والربوع الدثّر
مدح يقصر دون مبلغ كنهه = وصف البليغ ونهيةُ المتفكر
لو قام يرقمه الورى ومدادُه = بحر تمد عليه سبعة ابحر
ثم استعد له العصور مهارقاً = أقلامُها شجر البرى لم يحصر
ان الاعم نذارة وبشارة = ما كان أول منذر ومبشر
لكن تقدم خلق جوهر نوره = للّه جوهرُ نوره من جوهر
ور توارثه جدودٌ شأنها = شنأ الخيانة واجتنابُ المنكر
أوصى الخليل به وأوصى قبله = نوح ليحرم منه غير مطهر
لم تعر وارثه شوائب عنصر = بل شرط وارثه صفاء العنصر
ما زال ينقل في ضمان كريمة = زهرا ومؤتمن كريم أزهر
حتى انتهى لاب وأم جاوزاً = فوزا بمولده مناط المشترى
إذ لاح بين عمومة وخؤولة = كانا هما فرسى رهان المفخر
يا طيب مولده الذي ظهرت له = ءايٌ بواهر في منير مقمر
كادت تخر من السماء نجومُها = فوق الأباطح والصفا والمشعر
تلك العلامة والعلامة أن ترى = بصرى بمكة مقلةُ المتبصّر
والغيضُ غادر نهر ساوة عبرةً = من بعد ما عهدوه صعب المعبر
ضاقت عليه صدور ساوة وانثنى = بالغيظ واردها كئيب المصدر
أغرت خديجة بالأمين تجارةٌ = راجت لدى يمن حميد المتجر
وغمامةٌ وقت الهجير تظله = ان كاد يحرق وجه كل مهجر
بحر يفيض ولا يغيض سماحة = جود يجود بلا وجود مكدر
سمحٌ تُبَيّنُ يمنياه غرائبا = من يمن أيمنه ويُمن الأيسر
كف تكُف اخا العناد وراحةٌ = مرتاحةٌ لغنى العديم المقتر
ما قاد عسكرهُ ميمّم أمة = الا وجبريلٌ أمام العسكر
نوءٌ إذا دهم العدوّ تهللت = من طعنه ديَمُ النجيع الأحمر
طورا يبيح حمى اليهود وتارة = يرعى مراتع يزدَجيردَ وقيصر
أعطى النضير من الخراب نصيبها = صابا ودار على دوائر خيبر
والموت مؤتة يوم يصدر من يدي = زيد بن حارثة الأمير وجعفر
تأبى القناعة أن يريد من الثرى = شيئا سوى قلص نجائب ضمّر
وسوابق مجنوبة وخوافق = منصوبة وصوارم وسنوّر
من كل شيظمَةٍ وأجرد شيظمٍ = يعدو بأروع في الحروب مظفر
سائل أبا جهل غداة وروده = بدراً يبادره بألف حزور
هل ساءه رَهَبُ القواضب في الوغى = أم سره رغَبُ الغنى والمزمَر
أودى وباد ثلاثة بثلاثة = اكفائها فغفنفرٌ بغضنفر
يوما به تجد البغاة كأنها = جزرٌ تقاسمها سهام الميسر
كم ساعد ضمّ الوثاقُ وهامة = فلّ الصوارم تحت رابي العثير
ما زال ينجو منجدا ومغوّراً = بالخيل نحو منجدّ ومغوّر
حتى تقبلت القبائل دينه = ما بين ذي طوع وءاخر مجبر
يا خير من قرع المؤملّ بابه = ونجت تبادره أمون المعسر
هاك المديح مرونقاً ومحبّرا = والمدح خير مرونق ومحبّر
جاءتك من حلل القريض نفيسةٌ = مقصود بائعها قبول المشترى
هي الميسر من ثناك وربما = نيل المراد بقلة المتيسر
حسب القلادة والسوار احاطة = محفوفة بمقلّد ومسوّر
أجرو وءامل أن أثاب وكيف لا = أرجو الثواب وبالثواب أنا حرى
اني سميك فاحبني بشفاعة = يوم القيامة واسقني م الكوثر
يا رب نسألك العناية والهدا = ية والوقايةمن هموم المحشر
من ذا سيرحم جارما مستغفرا = يمنى ويحسُنُ خطه بالمزبَرِ

ثم الصلاة على النبي وءاله
أذكى وأطيب من أريج العنبر
ما دام تبدأ ثم تختُم باسمه
يمنى ويحسُنُ خطه بالمزبَرِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى