ديوان الغائبين أبو الوليد الحميري - توفي في 440 هـ / 1048 م

أبو الوليد إسماعيل بن محمد بن عامر بن حبيب الحميري، يلقب بحبيب.
شاعر من شعراء الأندلس.
نشأ نشأة أدبية رفيعة، حيث اهتم والده بتربيته وتوجيه موهبته الأدبية، فقد كان والده من المقربين لبني عباد.
وقد أعانه قرب أبيه من آل عباد على الاطلاع على دواوين الشعراء وكتب اللغة والأدب بشكل واسع.
نظم النظم الفائق وهو ابن سبع عشرة سنة.
مات ولم يتجاوز التاسعة والعشرين من عمره.
له: البديع في وصف الربيع.

***
وكأسٍ لها كيسٌ على اللُّبِ والعقلِ = شمول تُريك الأُنس مجتمع الشمل
كأن حباب الماء في جنباتها = دروع لجين قد جلتها يدُ الصّقلِ
تزيدُ ذوي الألباب فضلاً ولم تزل = تُديل بطبع الجود من طَبَع البخلِ
غنيتُ بمن اهواهُ عن نشواتها = فمن طرفه خمري ومن ريقهِ نُقلي

***

حمامٌ بلحظك قد حُمَّ لي = فما زال يهدي إلى مقتلي
وإن لم تغثني بمعنى الحياة = من ريق مبسمك السلسلِ
فها أنا قاض بداء الهوى = وقاضي جمالك لم يعدلِ
فيا ليت قبري حيث الهوى = فاكرِم بذلك من منزلِ
عسى من تلفتُ بحبي له = يرقّ على ذي بلاءٍ بلي
فإن جاد بالوصل بعد الوفاةِ = رجعتُ إلى عيشي الأولِ
فيا صاحبيَّ هناك احفرا = ولا تحفرا لي بقُطرَ بُّلِ
إذا ما أدرت كؤوس الهوى = ففي شربها لستُ بالمؤتلِ
صدام تعتق بالناظرين = وتلك تعتّق بالأرجلِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى