ديوان الغائبين أحمد عبدالكريم إسحاق - اليمن - 1780 - 1808م

أحمد بن عبدالكريم بن أحمد بن محمد بن إسحاق الحسني الصنعاني.
ولد في صنعاء، وتوفي في بلدة دن وصاب (اليمن).
قضى حياته في اليمن.
أخذ فنون العلم والأدب عن والده وعمه عليّ بن أحمد بن إسحاق.
اشتغل بالأدب والتصوف.

الإنتاج الشعري:

- له قصائد متفرقة وردت ضمن بعض المصادر منها: «نيل الوطر» و«الأدب اليمني».
المتاح من شعره قليل، نظمه على الموزون المقفى، في الأغراض المألوفة من مدح ورثاء ووصف وإخوانيات ونسيب، كذلك نظم الموشحات، أفاد من موروث الشعر العربي القديم ولا سيما النسيب، أكثر من استخدام المحسنات البديعية، واهتم بالتصريع على نحو خاص، لغته عذبة سلسة ومعانية واضحة وتراكيبه حسنة وصوره جزئية، وله استعارات على قدر من الجدة والطرافة. كما عارض «يا ليل الصب» في قطعة غزلية.

هلاّ تســـــامحه

قَدٌّ كالغصنِ تمايلهُ
أقراطُ الجيد بلابلهُ
مهما سجعتْ لتَرنُّمها
فخُفوقِ القلب يماثلهُ
وعلى ساقيه تُساجِلُ تَرْ
جيعَ الأقراط خلاخله
طلَّع للطَّرْف به قمرًا
سوداءُ القلب منازله
ودمي المسفوك بنظرتهِ
قامت في الخدِّ دلائله
يبخل بالوصل على كَلِفٍ
هو طوع الحبِّ وحامله
جمراتُ الوجد شقائقهُ
ودموع الحزن جداوله
هلاّ بالوصل تُسامحهُ
فيتيمُ الدمع وسائله
فسقى عهدًا كجفون الزّهـ
ـرِ وشاها الطلُّ ووابله
وبه الإبريقُ يقهقه بالصْـ
صَهبا والعُود يُساجله
ورياضُ عيونٍ وجنتُه
وشَمول القلب شمائله

***

خيـــام الســـــرور

معنبرُ ليلٍ جاء وهو مقنَّعُ
غزالٌ كأنَّ الصبح فيه مودَّعُ
إلى مربعي تهديه أنجمُ مبسمٍ
بجنحٍ وليست بالصباح تلفَّعُ
فعانقت غصنًا والتثمتُ شقائقًا
وسُقِّيتُ خمرًا كأسُه التِّبرُ يلمع
وصيَّرتُ في عنقي حمائل فَرْعهِ
ومنه لآلي الرشح كالطَّلّ وُقَّعُ
وعانقت جِيدًا مثلَ كأسِ مدامةٍ
فواقِعُه الأقراطُ حين تطلَّع
وزفَّ نهودًا قرطُها إذ ضممتها
إلى صدر صبٍّ بالنوى تتوجَّعُ
وبتُّ بروضٍ قد حوى الخلد رائقًا
به بردت نفسٌ وقلبٌ وأضلع
نُدير بكاساتِ العفاف حديثنا
وعَتْبًا بُدرٍّ من دموعي تَشعشع
إلى أن بدت شمس الصَّباح فقوَّضت
خيامَ سرورٍ بالوصال تُرفَّع

***

من قصيدة:
رفل النسيـــم

رَفَلَ النسيمُ بنَشْرهِ المتأرِّجِ
وأتاك يسحبُ بُرْدَ ذيلٍ مُزعجِ
هو خندريس الشمّ في كأس الصّبا
يروي شذاه عن الغزال الأدعجِ
ما ضرَّ من خلعوا عليه حُلى الشَّذا
لو توَّجوه تحيَّةً تُحيي الشَّجي
فلقد غدا ملكَ النَّسيم بنَشْرهم
والغصنُ يسجد إن أتاه ويلتجي
قد كان لي كقميصِ يوسفَ للجوى
لو لم يكن فيه السَّعير بمُدرَج
يا نازحًا لبس السَّقام مُحبُّهُ
لو في الكرى واصلتهُ لم ينسج
تعبًا أعلِّل في هواكم مهجةً
هزأت بكأسٍ بالحُباب مُدمّج
رسم الزمان بكم سطور سلوّنا
بصحيفة الرَّوض الرحيب السجسج
وبهجركم ختمَ الكتابة طاردًا
ورقاءَ غنَّت بَعْدَ بُعْدِ المنهج
إني لأشكو للصَّبا ومع النوى
وظلام ليلٍ لم يَجُدْ بتبلُّج
فببعدكم عبست ليالينا التي
ضحكت بثغرٍ في الوصال مفلَّجِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى