أمل عمر إبراهيم - ولا ينتهي...

-حزنٌ صغير

كل يوم كنتُ أقول :
حزناً صغيراً و ينتهى ..
حزناً صغيراً و ينتهى ..
مضت السنوات..
و صنعت فى المدينة نهراً صغيرا ًمن دموع ..

✩✩✩

كل شئٍ يدعو للبكاء جهراً فوق المنصة،
و لأننا ضعفاء نبكى خفيةً ..
كل شئ يدعو للفرار ..
و لأننا اغلقنا المنافذ بمزاليج الخوفِ نجلس على مقعدينا فى هدوء
نشربُ القهوة بالحليب ..
نشاهد التلفاز
و تحت قميص كل منا مسدس..

✩✩✩

نحن نصرخ ..

نستنجد دون صوت ..

أليسَ مِن أحد حزين مثلنا فى الخارج يتشجَّع،
يفتح علينا النافذة ؟؟

يمنع المذبحة الوشيكة ..

لا أحد ؟؟؟

✩✩✩

هيا إذن ..

لنكذب أكثر
ما يضيرنا أن نكذِب أكثر ؟؟
أن نحزن أكثر
أن نحتسى الكثير من النبيذ و الكثير من الدموع ..
ماذا يضيرنا أن نحترق أكثر ؟؟
أن نموت أكثر ؟؟

✩✩✩

هيا..

لنهيلَ المزيد من الأكاذيب على الأمسيات الكئيبة
على صفحاتنا الوهمية فى السوشيال مديا..
على جلسات الأصدقاء و لقاءات العائلة ..

علينا ..

لندعى بأننا اشخاص آخرون
لنتقمص ..
ماذا يضيرنا أن نتقمص؟؟

ثم نعود آخر الليل ليدخل كل منا على قلبه ويوصد الباب ورائه..
يرتمى على خيباته..
ينزف سراً على حوض الاستحمام
على فرو حيواننا الأليف
على سلال الملابس برائحة اللافندر و الفجيعة
نملأ الأركان المعتمة بالدخان
و نكتبُ بلهاثنا على الجدران أن لا جدوى

أن لا حل ..

✩✩✩

و لنعترف..

بأننا أجبن من أن نفترق
و أكذب من أن نكشف عن الوجه الآخر للقصيدة ..

✩✩✩

إنها عطلة نهاية الأسبوع الثالثة بعد الألف..

هيا..

لنحشو ثقوب ليلتنا الطويلة بالخديعة
نتناول النبيذ كالمعتاد
نفعل ما يفعله الازواج كالمعتاد
نغفو كالمعتاد
نستيقظ ،
نجلس على مائدة الصباح كالمعتاد
نفطر على مشاعرنا البائتة
و نحتسى الندم
نحن عالقان هنا..
نحن "نفاروكسى " العالق فى المطارات البعيدة
لا يمكننا الرجوع و لا يمكننا المغادرة
و لا نملك الشجاعة لنجاهِر ،
لنخرج للجميع
و نقول ..
أن حياتنا تنقصها حياة..

- نفاروسكى* شخصية جسدها توم هانكس فى فيلم The terminal عن قصة حقيقية لمواطن إيرانى"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى