أ. د. عادل الأسطة - كتابة التاريخ في لحظة جريانه وكتابته في زمن آخر

لطالما تجادلت مع كتاب الرواية التاريخية التي رأيت فيها رؤية معاصرة للتاريخ أكثر مما هي التاريخ في زمن جريانه.
قسم من الروائيين لم يرق له رأيي فكتب غاضبا ساخرا...
ما كتبته عن كتابة الرواية التاريخية كتبته عن علاقة الكاتب بالمكان ، فزعل مني روائيون كتبوا عن أماكن لم يقيموا فيها وكان لي من رواياتهم موقف .
في الأيام الأخيرة قرأت رواية سميح مسعود " الكرملي " ( ٢٠٢٠ ) عن نجيب نصار صاحب مجلة " الكرمل " .
ربما لحسن حظي وسوء حظ كتاب الرواية التاريخية أنني قرأت في الشهر الأخير روايتي نجيب نصار " مفلح الغساني " و " أسامة العدناني " ، ما جعلني أكثر قناعة برأيي .
ثمة فارق كبير بين كتابة التاريخ في زمن جريانه وكتابته في فترة أخرى .
روايتا نجيب نصار تقدم لنا حياته بقلمه حارة نابضة حية ، فيم تقدم له رواية سميح مسعود صورة باهتة . هكذا أرى وأتمنى أن أكون مخطئا .
خذوا مثلا ما كتبه نجيب نصار عن سكان مدينته حيفا وما كتبه مسعود عنهم .
كان نصار يفضل أهل الناصرة على سكان حيفا فاختفى في الناصرة لا في حيفا ؛ لأن علاقة أهلها ببعضهم لم ترق له .
لعل الموضوع يحتاج إلى إضاءة .
وأنا أكتب هذه الفقرة كنت أشاهد مباراة ليفربول وليستر سيتي ، والإنجليز الذين كانوا الليلة فرحين خرب أجدادهم بيت أجدادنا وهو ما عكسه نصار في روايتيه.
تبدو صورة الإنجليز في " مفلح الغساني " و " أسامة العدناني " صورة سلبية عموما . لقد جرعونا كأس السم حتى اليوم.
ماذا لو قارنا صورة الإنجليز في روايتي نصار بصورتهم في رواية الدكتور إبراهيم السعافين "ظلال القطمون(٢٠٢٠)؟
ترى لو كتب الدكتور السعافين روايته قبل ١٩٤٨ فهل كان سيرسم للإنجليز الصورة التي رسمها لهم في العام ٢٠٢٠ .
لطالما رددنا المثل :
" لندن مربط خيولنا "
وصارت مباريات الدوري الانجليزي في ليالي الشتاء الطويلة " محط أنظارنا " .
ولى زمن الخيول .
صباح الخير
عادل الاسطة
خربشات
٢٩ كانون الأول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى