أمل عمر إبراهيم - ساعة ونصف الساعة!!

مرت ساعة و نصف الساعة ..
دقت اجراس الكنيسة مطولاً ، أطول من المعتاد
و سكتت ..
مر كلب ضجران مع صاحبه
توقف الكلب الضجران ولعق الآيس كريم المسكوب على البلاط.. و ذهب ..
جاء شرطىٌ وسيم ،
تحدث بإهتمامٍ الى صاحب المقهى،الى النادل،الى عازف الساكس العجوز
ونظر لى بـ حيرةٍ كأنه يريد أن يقول شيئاً ..
لكنه لم يقُل
و ذهب..
الرجل ذو الشعر الطويل الجالس قُبالتى
حملق مطولا فى وجهى المغطى بالكمامة..
ساعة ونصف الساعة ..
ربما يرسُمُ فى مخيلته احتمالات عديدة لشكل وجهى من غير كمامة
نظر حتى اصابه الملل
تناول فنجان قهوته الباردة فى جرعة واحدة
وذهب ..
و المتسول الذى إحتمى بالمقهى من حريق يوليو ، توسد يديه و نام
يبدو انه يحلُم..
ابتسم فى حلمه مرة و اثنتين و نصف مرة..
إستيقظ فجأةً
حمل قبعته المهترئة
و ذهب
كلهم أتوا وذهبوا
و أنت لم تأتى ..
لكني لا استطيع أن أذهب مثلهم
لانى وعدت قلبى ان ارطب شوقه برؤيتك ..
و عدت خدى بقبلة
و أصابعى بإرتجافات لذيذة ..
لأني وعدت دفتري الازرق بقصيدة..
سأنتظر ساعة أخرى و نصف الساعة..

ثم أذهب ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى