أمل عمر إبراهيم - لا يهمُني ..

فى عطلةِ نهاية الأسبوع ..
و بإقتضاب ..
أعلمنى زوجي بدعوته أصدقائه لتناول العشاء..
هكذا فجأة..
أترك أشيائي
لأصنع المعكرونة بالبشاميل
أضلُع الخراف ..
و حلوى الكراميل و الطعمية الشامية؟؟
يتناولوا العشاء و يلعبوا الورق..
يملأون المكان بالدخان .
تختَنِقُ طيورى
و تهربُ الشخوصُ من بين الصفحات ..
يقتلون الليل حديثاً و شجون
الغربة الطويلة و الوطن البعيد..
الحزن و السياسة و الأشواق
ذكريات الطفولة و كرة القدم ..
و أُحشَرُ أنا المسكينة في المطبخ كقطة..

كنتُ أخططُ لأقرأ كتاباً إسمه "الرقص مع الحياة" ..
أشاهد "ذهب مع الريح" للمرةالخمسين ..
و أبكى كثيراً كالمعتاد
حين يهجر "بتلر" "سكارليت" للأبد..

كُنتُ أخطط " لليلة حبٍ" جديدة ..
تطبيقاً لأغنية أم كلثوم الأخيرة..
"تعالى حُب العُمر كله نخلصه حُب الليلة دي"
و إن كنتُ أُدرِك بأنها أُكذوبة ..
شئ أصنعه فى خيالى
فقط فى خيالى
لكنى أحبه !!
و يُريحُنى.!

صَمَتُ..

لم أنبسُ ببنت شفة
أو كما يقال في "العربية" في وصفِ حالة الصمت المخيف و الإحباط ..

لم أفعلُ شيئًا..
لم أقل "لا" لم أقل "حاضِر" كالنساءِ الطيِّعات ..
إحتسيت ما تبقى من قهوتي
و بقيتُ ساكنة..
لكن الريح كانت تعوى داخلى
و تحثنى على الجنون..

في السابعة مساء ..
قفزتُ فى حذائي الأديداس الأبيض..
وضعتُ مكياجاً ثقيلاً كالنساءِ السيئات..
أو كما يدعوهُنَ!
أغلقتُ هاتفى ، غادرتُ بيتي السعيد..
أدرت الموسيقي أقصى مايكون..
أشرَعتُ سقف السيارة للسماء..
لربما تسقط على حِجرى النجوم ..
لربما أستحيلُ غيمة و أطفو للبعيد..
لربما تنبُت لى أجنحة و أطير ..

أُريحَ و أستريح ..

قضيت ليلتي في السيارة الزرقاء..
هائمة في شوارع لا أعرف أسمائها..
أُشهِرَ أصبعي الأوسط لنفسي حين أراها في المرآة ..
لكل من صادفته في الشارع..
للمتسول يبحث عن أشياء مجهولة فى القمامة ..
للشرطى..
للعاشقين يتبادلان القبلات فى السيارة المكشوفة ..
لصورة الرئيس..
للطفل اللطيف في عربته في استراحة السفر ..
لكلب الهاكسي الأبيض وسيده الضرير ..
للافتة المضئية تعلن اقتراب موعد سحب اليانصيب ..
ثلاثمائة مليون دولاراً للرابح السعيد..
و البقية يندبون الحظ و الأحلام ..

الرابعة صباحاً
-مخالفتان
-نفذ الوقود
-نفذت الدموع
-نفذت محاولاتي في أن أكتُب شيئًا
يشبه القصيدة ..
يشبهني..
قلقت على أطفالي الجميلين..
وقطتى السمراء
و طيورى..

و عُدت..

لأجد فوضي الديلڤرى..
بقايا السجائر و النبيذ و الغضب..
روائح الرجال الغرباء..
المصارعة الحرة لاتزال تَشغُلُ التلفاز..
كلمات كثيرة تبعثرت فى فضاءِ غرفة المعيشة
تلعن الزوجات الناشزات
والزواج
و الحب
و النسوية
نوال السعداوى ..
مارى آن إيڤانز..
سيمون دى بوڤوار..
و أنا ..
جميعنا لحقتنا اللعنات..

أشُك بأنهم قد تبولوا فى المكتبة ..
أطفأوا السيجار بين حاجبى فريدا كاهلو الكثتين..
و سخروا من أشيائى.،

I don’t care

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى