قصة ايروتيكة دعاء فتوح - تواصل

(1)

مرآة الحمام تعكس ظهره العاري، تتأمل جمال الانحناءات من موقع اختبائها المعتاد، فكل يوم تقريبا تحضر التليسكوب (الجائزة التي حصلت عليها لتفوقها في درس العلوم)، وفي فضائها تراقب دخوله تمام الساعة الرابعة صباحا، كالعادة يخلع ملابسه على مهلٍ كراقص "استربتيز" يتفنن في إمتاع جمهوره الجائع للإثارة، تضغط على أسنانها تستمتع وتنتشي هي الأخرى على مهلٍ تهدهد نهديها وفخذيها المكتنزين.

ينهي حمامه ويلف المنشفة على وسطه، يخرج حتى يصل إلى غرفة النوم يتساقط منه حبات الماء المتلألئ على جسده الأسمر اللامع، فيجد زوجته تغط في نوم عميق، هو لا يعرف من أين تحصل على هذه القدرة الجامحة على الاسترسال في النوم، يرتدي ملابسه على عجل ويغادر بعد أن يطمئن على استقرار قلمه (الجائزة التي حصل عليها لتفوقه في درس الجغرافيا) نائما في جيبه.

يدون في دفتره: "في تمام الساعة الخامسة والنصف تعكس مرآة الحمام صدرها العاري، أتأمل تكور ثدييها الممتلئين بالدهشة والعذوبة من موقع اختبائي المعتاد، الانحناءات المؤدية إلى أسفل بطنها توحي بطريق مقدس يُولج إلى محراب وجب التبتل فيه بشغف حتى ينطفئ شبق روحي المتعبة والمرتجفة من الاختباء".

يذكر جيدا لحظة رؤيته الأولى لوجهها الملائكي، عشق خجلها وارتجاف يديها غير المجربتين الخاليتين من بصمات غيره، فكرة مغرية ترضي غروره أن يكون هو صاحب البصمة الأولى، ولكن لحظات الشغف النوراني، التي تمناها بعد الزواج تبددت بسبب اصطدام شهوته وجموحه بخوفها وخجلها، مما جعل لقاءات الفراش روتينية تخلو من التأوهات المستجيبة، ولكنه يعرف في خيلاء سطوته على جسدها وقدرته على إمتاعها ثم ارتوائها.

يسجل تليسكوبها لحظة نزول الماء على جسدها العاري، وهي تغسل لحظات مسروقة وذنوب لا تغتفر، ترتجف وتبكي، لا تعرف لماذا لا تستطيع السيطرة على جسدها الجائع للحب، للكلمة الخادشة من زوج حبيب، كيف لطفلة خجولة ليس لديها الرغبة في اللعب، أن تكتشف أن في منطقة رمادية بالداخل امرأة تواقة للعب؟

(2)

"اللهم ارحمه برحمتك فإنه لا إله إلا أنت الحي، اللهم تقبله عندك من الصالحين فإنه لا إله إلا أنت القيوم، اللهم باعد بينه وبين خطاياه فإنه لا إله إلا أنت الملك، اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد فإنه لا إله إلا أنت القدوس، اللهم تجاوز عن سيئاته فإنه لا إله إلا أنت السلام..." يدعو في نفسه وهو يقود سيارته وسط ليل سفر طويل ليرى جثمان أبيه لآخر مرة مسجى على فراش الموت، فوانيس العربة تنير طريقه الممتلئ بكلمات الله الحسني المكتوبة كصدقة جارية بطول الطريق تساعده على التذكر واستحضار روح صافية للتقرب من الله والتضرع لقبول دعواته ورجائه.

يشعر بأنفاسها لاهثة جواره ترتجف من وطأة الشعور بالاستثارة، دموعه وحزنه يؤججان شعور جسدها بالجوع الذي يشعل في روحها نار لا تستطيع إخمادها، تربت على كتفيه بحنان بالغ، وتتحرك يدها لأسفل تمسد كل خلية من خلايا جسده بشبق، روحه الهائمة في ملكوت الدعاء تستجيب مع استجابة جسده لموجات الشبق الكهربائية المنسابة من بين أناملها، يترك عجلة القيادة ويلتفت بكل روحه وكيانه لحالة تواصل اختزلت لأعوام، وجاء وقت تكثيفها على الشفاه.

تستيقظ من نوم عميق على صوت المنبه، تفرك عينيها بيديها الملوثة ببقايا دمائه التي لم تزلها من فوق قلمه الذي وجده المارة نائما في جيبه مخضب بدمائه، الأيام مرت ومعها لحظات وجب تجسيدها وكلمات وجب قولها، تفتح دفتره وتكتب: "شكرا يا حبيبي، بالأمس كنت طفلة أبكي بدهشة وخجل بسبب تمزق سروالي عندما انحنيت لالتقاط فكرة وقعت مني فوق الأرض، ورغم ضحك الجالسين من حولي، إلا أنك لم تعبأ بأحد، أخذتني في حضنك الدافئ وطمأنت قلبي قائلا: لا تخجلي يا حبيبتي فكلنا نجلس في حضرة بعضنا البعض لنخفي مؤخرة مكشوفة".




1.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى