محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - إنه عالم مخيف يا حُلوتي

انه عالم مخيف يا حُلوتي
ومخبول
بمذاق الدم على الاظافر
وبالدُمى الصغيرة التي تمرح في الشرايين
وعلينا
أن نُجاريه
أن نبكي بينما نحن نتزلج في تلال الرغبات
وإن نمشي بينما نحمل اوراكنا بين اصابعنا
وأن نقبل الافواه الثرثارة
لنحجبها عن رؤية
كم نحن وحيدين
أنني اعرف أن كل هذا هراء
هو ظلال
انسكبت من جيوب الرب حين ثمل ونام على الرصيف القريب ، حيث البواخر تتسولنا أن نسحبها بعيداً الى القاع ، لم تعد تحتمل كل تلك المؤخرات السمينة ، باحزمتها الجلدية المتخمة بالنساء
والخمور التي لا تُهدئ عاصفة
في الثامن والعشرين من العمر
اشعر وكأنني عشت اكثر من الارض نفسها
واصبحت حكيما
رغم أن ليلي مرهون بأنشغال البعوض باُذن اُخرى
أعرف أننا سنظل مجرد رماد لصور وتذكارات
وقد تكون حقيقة وجودنا
محض مزحة اختلقها احد الالهة في حفلة عشاء صاخب
وأن كل هذا الألم
ليس حقيقياً بالمرة
قد يفسره الاطباء بأن الخيبة تولد شجرة حنظل ضخمة في الحلق
وجذورها تُقرز كوتد خشبي
في منتصف القلب
لكنه محض هراء ، ستشيخ الليلة وتبّيض اطرافها
هكذا هي منذ الازل
وكل هذه البطولات العالقة في الوجوه ، كل هذه الصور المخبولة بالنوافذ ، كل هذا الهوس المجنون بالارائك الجانبية على النهر
لن تشغل انتباه النهر
حول ثرثرته بقصص من نجوا من الهروب ، او الانتحار
احتاج ربما
الى أكثر من النوم على ثدي اُنثى
اكثر من تقشير الهواء بالنوافذ
أكثر من التطلع للبحر بارنبتي اذنيّ
والتمدد وحيداً
في مُخيلة الليل
لا شيء من فوضى العالم يشبهنا ، لا الليل شيخوخة الضوء
ولا الابواب المرتجفة من الايادي التي لا تصلح لفك سحاب بنطال
ولا حتى النساء اللواتي لا يُطالبننا بتهيئة خطاب طويل ، فقط يسرنا معنا
وينزعن الجوارب ، والغطاءآت
ثم ينلن منا بكل الهزائم الممكنة
فلا شيء هنا يوحي بأكثر من رجل يركض نحو الجنون بمهارة ، لا شيء قد يُشير الى أن تاكسي ما
قد يقلنا
نحو منزل
غير عالق في صورة فقيد ، او في زوجة تبلل ثيابها يومياً ، وتنسى أن تقول
كم هي بحاجة الى رجل
انني اشبه من وقع في الحب سراً ، وهُجر
كيف يفسر البكاء
لمنزل لا يملك عنه ذاكرة
أنه
يضحك فحسب
بينما نمل كثيف يحبو على حنجرته
إنني
اتساقط كاثداء في اصابع سيئة
هذه الاوراك الصدئة كالوحول
لم تعد تسير على الطُرقاتِ بشهوة
ولم تعد تتعمد الاصطدام مع اوراك الجارة في المقعد المجاور
هذه الايادي التي كانت خبازة ماهرة للمصافحات ، ولمناولة العطشى نهراً من الضحك
لم تعد تصلح حتى لاغلاق ازرار القميص
وهذا الجسد
الذي يحكمه الصمت ، والآنات الخشنة للاحصنة التي تتزاحم بين الجلد والعظم
يثقبني ليلاً
ليتغوط اشخاص واماكن ، وبقايا كلمات مرحة
حُشرت مصادفة في الجوارب المطاطية
أنه عالم مخيف
بالابتسامات التي تعمل كممحاة ، تمحو عن الوجوه السلام
بالمسدسات التي تُملأ بالاماكن ، والبنطلونات التي لم تعد تتسع لفخذ ، بالابواب التي تتنزه في الايادي والحقائب
بكل الرسائل التي محوناها عن الهاتف قبل ارسالها ، مخافة أن تُصيبنا بالسفر
بالكلمات التي قصمت الشفاه من قسوة التشبث
بالعناقات التي قنصتها بخاخة العطر
أنه عالم ذُبابي
والجميع ضرطات مزعجة
وعلينا
أن نكشط اجسادنا لنصنع كمامات
تحجب عنا
كل هذا العدم

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى