ذياب شاهين - كابوسٌ طازِجٌ

الآلامُ
التي تَرَكْتُها عائِمَةً
عَلى ظَهْرِ دِجْلَة
ما انْفَكَّتْ تُباغِتُني
في مَنْفايَ هَواجِسَ وَكَوابيسَ
وَالشَّظايا
التي تُجَرِّحُ عَميقاً
أَجْسادَ التَّماثيلِ العالياتِ
فِي ساحاتِ بَغْدادَ
تَنْزِفُ دِماءَها قانِياتٍ
مِنْ جَسَدي الصَّغير
أَمّا الأَجْسادُ
التي هَرَسَتْها المُفَخَّخاتُ
فَما زالَ عَويلُها
يُوقِظُنِي فِي أَعْمَق
لَحَظاتِ نَوْمي
آهٍ يا وَطَنِي الشَّهيدِ
رِفْقاً بي
كَمْ مِلْيونِ شاعِرٍ
تَحْتاجُ
كَيْ تَسْتَوْدِعَ آلامَكَ العَريضَةَ
في قَصائِدِهم
رِفْقاً بي
أَنا وَحيدٌ فِي الغُرْبَةِ
أَلوكُ الوَحْشَةَ
بِأَسْنانِ قَلْبي العَليل
كَما يَلوكُ البَعيرُ
الشَّوْكَ وَالعاقولَ فِي
صَهَدِ الصَّحْراء
وَأَنْتَ بُحَيْراتٌ شاسِعَةٌ
مِنْ الدُّموعِ والدِّماءِ
تَصُكُّ أَصْواتُ ضَحاياها
آذانَ الكَواكِبَ
في غَياهِبِ المَجّراتِ
الرَّحْمَةَ
يا أَبَتي الحَبيب
آنّى للسَّواقي
أنْ تَخْتَزِن كُلَ هذا العَويل

أبو ظبي
الأربعاء، 24 شباط، 2016














تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى