قصة ايروتيكة حنا مينه - امرأة تجهل أنها امرأة -6-

تقزَّز نمر صاحب، بينه وبين نفسه، من الكلمات التي صدرت عن رئيفة في موضوع القلمين، استشعر أن القلم الشريف قد تأذى، لمجرد الإشارة إلى القلم الآخر الذي قالت بغير حياء إنها بعد التجربة، ستعرف ما إذ كان يروي غليلها: عاهرة قال نمر، سواء مارست العهر دعارة أو هواية أم بسبب طلاقها من زوجها وهي صغيرة بعد ولجسمها عليها حق لا جدال فيه!
كان يفكر في ذلك جالساً على الكنبة، في بهو الجناح، بينما رئيفة استأذنت في الانصراف إلى شأن من شؤون المرأة، في الحمام الداخلي للجناح التابع لغرفة النوم ذات السرير العريض جداً، كما هو الحال في الفنادق الفخمة التي كثيراً ما تنقَّلَ بينها في رحلاته يوم كان في نضج رجولته الغاربة الآن! .
عادت رئيفة إليه، لا يستر جسدها سوى غلالة رقيقة، ودون تردد جلست في حضنه كأن ذلك من بدهيات الأمور، ومن مقدمات ممارسة الجنس في شبقه والاغتلام، وبغير كلام انقضَّتْ على شفتيه مرة ومرة، ثم قالت بنوع من تهتك:
ـ أنزِلْ عني هذه الشلحة، (الغلالة) التي تضايقني!
نزعها نمر بنوع من القسوة، تمزقت تقريباً من جرائها، فأضافت رئيفة وهي تمصُّ شفتيه بنهم بالغ:
ـ وهذه التي بين فخذي حبيبي.. أم أنك تستحي أن ترى هذا الصغير الذي فيه..
قالت ذلك ولم تكمل، فتابع هو:
ـ فيه ماذا؟
ـ تنُّور أحمر!
ـ أحمر كالجحيم؟
ـ هو الجحيم نفسه.. ماذا تنتظر؟ قلتُ لكَ خلصني منها..
ـ وبعد الخلاص منها؟
ـ تستمتع برؤية شيء صغير.. كالخاتم السحري..
ـ رأيت في حياتي خواتم كثيرة وسحرية أيضاً!
أضاف:
ـ مثل هذه القطع الصغيرة لا تخلع خلعاً.. تُمزَّق تمزيقاً!
ـ عاهر!
ـ مع عاهرة.. وهذا أفضل.. في هذه الحال أرتاح مرتين: من تعليم التي معي فنون العهر، ومن المفاوضات التي لا صبر لي عليها!
ـ وهل احتجتَ معي إلى مفاوضات!؟
ـ أبداً، لاحظتُ وأنتِ عارية، تفحِّينَ كأفعى في سرير، مع أننا لم نصل إلى أي سرير بعد.. لكن أرجوك: لا تضعي إصبعك بين أسنانك، ولا تضعيه أيضاً، على الخاتم الذي بين فخذيك!
جفلت رئيفة، ظهر ما يشبه الكدر على وجهها، انتزعت نفسها من حضنه، جلست على مقعد مقابله، صبَّتْ كأساً من الويسكي دون أن تتكلم، ولاذ نمر بصمتٍ تام، وراح مثلها يرتشف جرعات من الويسكي، دون أن ينظر إليها.. . ما كان شبهة صار يقيناً، رئيفة عاهرة، لكنها تجهل فن العهر أسلمته نفسها بسرعة، فعلت ما تفعله العاهرة في مبغى، زادت فوضعت إصبعها بين أسنانها، بعد ثوان وضعته على ما أسمته الخاتم السحري في أسفل بطنها، فضحت نفسها بأسرع مما كان يظن، انكشفت وهي عارية تماماً، لكنها كانت ستنكشف ولو بكامل ثيابها، غامت صورة رئيفة التي التقاها على الحدود، ملاحتها التي أثارت انتباهه للوهلة الأولى وهو يجلس على كرسي إلى جانبها على الرصيف، شابَهَا غبش ودَّ لو لم يكن يشتري أجساد النساء بمال وهذه الفعلة القبيحة تحاشاها ما استطاع على مدى عمره، لكنه وهو في الثالثة والثمانين شاء الحظ بل القدر أن يلتقي رئيفة مصادفة، دون أن يخطر في باله أنها عاهرة وأنها على هذا القدر من التسرّع وأنها موجودة عنده بصفتها مديرة أعماله، لا بصفتها عشيقته، لذلك لابد من تدبر الأمر، وصرفها بلباقة، دون إيذاء مشاعرها!
قال بهدوء كعادته في معالجة الأمور:
ـ رئيفة، عندي بعض الكلمات التي أرغب في قولها، إذا كان هذا لا يضايقك!؟
نظرت إليه من خلال دموعها وقالت:
ـ عرفت كل ما تريد قوله.. سأرتدي ثيابي وأذهب.. أنا لا أصلح كمديرة أعمال لرجل كريم ونبيل مثلك..
ارتشف جرعات من كأسه وقال:
ـ أنا لست نبيلاً كما تظنين، كريم هذه فيها وجهة نظر، أما ما عدا ذلك فأنا رجل وأنت امرأة، أنا ذكر وأنت أنثى، كل ما فعلته لأجلك كان مغشوشاً، غايته في خبث اللاشعور دون أن أنتبه في الوقت اللازم إلى فارق السن بيننا.. أنت في هذا العمر، قد تكونين مديرة أعمال مفيدة لي، وسنجرب هذا منذ هذه الساعة، لكنك كامرأة أمارس معها الجنس أنا العجوز، فإن الأمر مختلف جداً..
قالت رئيفة:
ـ وإذا كنت أحبك؟
ـ الحب لا بدَّله من تكافؤ.. الشهرة وحدها لا تفيد، وإذا كان لها بعض الفائدة، فإنها لا تدوم، والمال، اللعنة على المال يشتري طنجرة أو غربالاً أو حتى بيتاً..
قاطعته رئيفة:
ـ أو حتى قصراً!
ـ هذا صحيح.. لكن المعادلة، عندما لا تكون تامة، تكون ناقصة، مختلفة سرعان ما ينكشف أمرها، يظهر فشلها.. تموت قبل اكتمال عدتها..
ضحكت رئيفة وقالت:
ـ أنت تنسى بسرعة.. ألم تقل لي، ونحن في أول تعارفنا على الحدود، أفهم لقشاتك!؟
ـ بلى! قلت..
ـ كَلِّمني إذن بمثل لقشاتي.. صدّقني أصغيتُ، كلَ وقتِ كلامِكَ بانتباه لأفهم كلامَكَ فلم أفهم إلا القليل.. عفواً: فهمتُ كلمة أجبت: واحدة: أنا عجوز! سألتُكَ: وإذا كنت أحب هذا العجوز!؟
ـ أنتِ، في هذا الحب، حتى لو كان صحيحاً ستندمين عليه بسرعة.
ـ لنجرِّب! لماذا نحكم على شيء قبل أن نجربه!؟
ـ نجرب ماذا؟ الحب؟ شكراً! الجنس؟ آسف يا رئيفة، لا داعيَ للتجربة، صدقيني.. أفضل ما نفعله مع تقدم الليل هذا أن نشرب كأسينا ونأكل قليلاً.. ثم ننام!
ضحكت رئيفة:
ـ ننام أين؟
ـ أنا على هذه الأريكة، وأنت على السرير!
ـ ولماذا لا يكون العكس؟
ـ لأنك مديرة أعمالي، لا زوجتي أو عشيقتي!
ـ ما دمت مديرة أعمالك، دعني أدبر أعمالك بمعرفتي!
كانت رئيفة تبدو أحياناً كطفلة وتبدو في آنٍ آخر كقارحة إنما السؤال المهم يبقى: هل تحب نمر صاحب حقيقة، كما تقول!؟
قالت، بعد أن شربت كأسها:
ـ لندع كل الأمور الأخرى جانباً، تعالَ معي حبيبي!
ـ حبيبك؟
ـ معلمي!
ـ ولا هذه.. صديقي..
ـ أستاذي! أستاذ نمر.. اتفقنا؟
ـ ولماذا ليس بالاسم المجرد؟
ـ أن تناديني باسمي: رئيفة! هذا طبيعي، هذا يسرني.. أما بالنسبة إليك، فلا أستطيع الآن، أو في المستقبل، أن أناديك باسمك المجرد، هناك ما يقال له احترام.. سامحني!
قال نمر في نفسه:
ـ هذا يعني احترام الشيخوخة.. لماذا يا نمر يا عاثر الحظ لم يكن اللقاء بينك وبين رئيفة هذه قبل عشرين عاماً؟ وقتها كان يمكن أن يكون بينك وبينها حب متبادل حتى مع فارق غير قليل في السن أما الآن فإنها لا تريد قصداً أن تناديك بابا.. هذا لا يتوافق مع ما جرى بينكما منذ قليل.. لقد جاءت مدفوعة بالرغبة في إسعادك لكنك أنت أفسدت هذه السعادة المبتغاة بقولك لها تصريحاً أو تلميحاً: أنتِ عاهرة يا رئيفة: هب أنك عجوز، وأنها كردٍّ للجميل أباحت لك جسدها.. وكي تبعث النشوة في مشاعرك استعملت كلمات، أو أوصاف داعرة وأتت بحركات مثيرة حركات معروفة لكل أنثى وكل رجل من خلال أفلام الجنس التي تبث علانية في كل الفضائيات والإيطالية منها تحديداً.. أنت يا نمر أخرق أو (أخوت) شربت من بئر ورميت حجراً فيه وأنت كذلك داعر وهذا ما قلته عن نفسك كتابة في غير مرة ومن تجليات دعرك وخوفك من أن يمضي بك إلى آخر الشوط أي إلى السرير لجأت إلى إثارة موضوعة العهر عند رئيفة تجنباً للدخول في التجربة هذه التي أخافت البشر والآلهة على السواء.. أتذكر الذي قال للفرنسيين: «لماذا تريدون إدخالي في التجربة؟ » طبعاً تذكر، وتذكر أيضاً إنك عرقت حتى مفرق شعرك استمتاعاً بجسد رئيفة الفتي الجميل المنسق ودخلت دون إشعال النار حولك «في جحيم من القبل»!؟
عادت رئيفة وهي على كبير سرور، قالت:
ـ انتهى كل شيء.. وببساطة تامة.. فرَّغتُ الحقيبة علَّقتُ الثياب في الخزانة، أبقيتُ الثياب الداخلية في مكانها، اكتشفت أن هذا الجناح رائع جداً، هناك في غرفة النوم بانيو وحمام كامل هذا لي وهنا في بهو الجناح حمام آخر مماثل رائع وهو لك وحدك والشرط بسيط: أستقلُّ بحمامي وتستقلُّ بحمامكَ، إلا في حال الضرورة كأن تحتاج إلى مساعدتي وأنت تستحم أما أنا فلا أحتاج لذلك أستغني عن خدماتك كلياً وسأصرخ إذا حاولت البصبصة مثل بقية الرجال كل الرجال في الواقع يحدث هذا في كل مكان وليس في الأفلام السينمائية وحدها، أجسام النساء الجميلات مثلي تغري بهذا.. حذار أن تجرب يا معلمي وإلا رفعت عليك دعوى.. أو في حال التساهل شكوى إلى مدير الفندق!
ارتاح نمر راحة كبرى، وجد أن رئيفة صالحة لأن تكون مديرة أعماله فكَّرَ: بينما أنا في خضم من الأفكار السخيفة حول ما صار، وما رأيته وسمعته كانت رئيفة تستطلع كل مرافق هذا الجناح، تعرف كل ما يجب أن تعرفه، وما يجب أن يكون إذا ما صادف أي نقص في علاقَّات الخزائن، أو شامبو الحمَّامين، أو البرانس اللازمة بعد الدوش وغير ذلك.. لابد، إذن من مكافأة وأفضل ما هو متوفر كأس من كونياك كيتاكسا ****x المثلوج، مع بعض المقبِّلات الموجودة، وبينها شوكولا غلاكسي..
سار كل شيء في مجراه وفي حوالي الواحدة بعد منتصف الليل كان لابد من النوم، فقال نمر:
ـ هذا التخت العريض يتسع لاثنين.. أنت في طرف وأنا في آخر.. ما رأيك؟
ـ موافقة ومسرورة جداً.. لحظة وأعود..
ولما عادت كانت عارية إلا من الكيلوت وتمددت إلى جانب نمر، وأطفأت الضوء واحتضنته، فصاح: ما هذا؟ أرجوك، دعيني.. لكنها بدل أن تدعه صارت تحثُّه، وأحكمت وضعها، رهزت، راحت وجاءت معه وفجأة أطلقت صيحة وهي تسأل: أنا قذفت، وأنت؟ لم يجب، أعادت المحاولة، ومعها الصراخ: قذفت مرة أخرى، ثم أخرى، وبعد الخامسة أو السادسة قالت:
ـ هذا يكفي بالنسبة لهذه الليلة.. تصبح على خير، حبيبي!
نامت عارية تماماً، مستلقية على ظهرها، وبعد دقائق أغمضت عينيها ونامت نوماً عميقاً غير مبالية به، أو بالضوء الشاعل أو هواء المكيف الذي يرزّ برودة شبه ثلجية، قمينة بجعل جسدها العاري متيبِّساً في الصباح.
اِنسلَّ من تحت الغطاء الرقيق، أطفأ المكيف، وقبل أن يغطي جسمها الممدد في السرير إلى جانبه، على نحو من الاسترخاء الكامل، تأمل نهديها الصغيرين الكاعبين بطنها، فخذيها، حوضها الذي فيه الخاتم السحري كما أسمته، وكان صغيراً حقاً، منغلقاً تماماً، كأنما لم تجهل ولم تلد ولم يمسسها رجل ومع أنها أخبرته بأنها مطلقة وأن ابنها الذي يعمل في السعودية في السابعة والعشرين الآن وأن ابنتها متزوجة، وهي حامل الآن وأن والدها قد تزوج بعد وفاة والدتها، من امرأة خرقاء شرماء لا تراها إلا نادراً ولا ترتاح إليها أبداً!
من المفروغ منه، أن امرأة الأب هذه، لا ترتاح إلى رئيفة بدورها، وربما كانت امرأة الأب الشرماء كما وصفتها، غير شرماء أو خرقاء وإنما تصرف من سلوك ابنة زوجها ما يجعلها تنفر منها وتستشعر العيب من سلوكها الذي صار معروفاً مبتذلاً مكروهاً بعد طلاقها من زوجها هذا الزوج الذي يعمل في السعودية، كسباً لبعض المال، أو هرباً منها ومن عهرها الذي تمادت فيه كثيراً!
ربما، أَسرَّ نمر، كان كل هذا صحيحاً، بل هو صحيح بدليل ما بدر منها الليلة فالارتماء في حضنه عارية دعر فاحش والكلام المرافق دعر أكثر فحشاً والاستسلام له أو الارتماء بين ذراعيه منذ اللقاء الأول يجعل عهرها دافعاً، لكنها في هذا التسرّع تبدو والغة في فحشائها وفي دعرها الدال على إدمان في الممارسة، تحت ستار من تجارة ناحلة يوفر لها ممارسة هذه الدعارة في أكثر من بلد ومع شكولٍ من رجال يقضون حاجتهم الجنسية معها ثم يرغمونها على قضاء الحاجات الجنسية للآخرين مقابل مال قذر مثل قذارتها!
الزمن الرديء ينجب ناساً أردياء والزمن الرديء هو هذا، فقد فسد كل شيء واستباحت الرذيلة كل الفضائل وبذلك تغيَّرت حتى العناوين، صارت الحيلة فضيلة والفلهوية خفة يد والنصب شطارة والقوادة تجارة، تبدَّلَتْ الدلالات والعادات والصلات وأصبح البريق في الأسماء والصفات والسلوكيات بريقاً خلبياً وصار لزاماً علينا أن نرى في الصورة ما وراء الصورة وفي الخبر ما وراء الخبر وحتى في الفن ما وراء الفن.
لا يذكر نمر في أية ساعة واتاه النوم ولا كم ساعة نام المهم أنه نام، وعندما أفاق رأى رئيفة جالسة تدخن مرتدية الروب دي شامبر الخاص به وهي تفكر منكسة الرأس!
بعد تحية الصباح سألها بلا مبالاة:
ـ ما بك رئيفة؟
ـ لا شيء! وأنت؟
ـ أرغب في فنجان من القهوة السادة.. ولكن بعد أن أتدوّش!
ـ هيا إلى الحمام الخاص بك!
ـ وما شأنك أنت!؟
ـ شأني أني مديرة أعمالك! أم أنك تستحي مني!؟
ـ رئيفة صديقتي، لست بالعجز الذي تتصورين.. أنا قادر على فعل أشياء كثيرة.. لكن ليس في السرير..
ـ اللعنة على كل أسرَّةِ الدنيا.. لكن اسمع.. من اللباقة، ونحن في النهار ألا نذكر ما جرى معنا في الليل!
ـ في هذا أنت على حق! إنما الحمام.. .
قاطعته:
ـ رأيت البانيو في الحمام، ومن الواضح أنكَ استعملته، لكنك لم تضع القطعة البلاستيكية في أرضيته وهذا خطأ احذر أن تقع فيه مرة أخرى.. . أرضية البانيو ملساء، ومع الصابون قد تنزلق رجل المستحم تعال معي.. أنظر! هذه هي القطعة ذات النتوء تُوضَع وسط البانيو ضماناً للسلامة.. هيا اخلع ثيابك الداخلية، استحم بالشكل الذي يرضيك، وقبل الانتهاء اِنده لي كي أفرك لك ظهركَ.. هذا ما يقال له دوش الصباح ولا يحتاج إلا لعشر دقائق..
جرى كل شيء بالشكل المناسب، وعندما خرج من الحمام لابساً البرنس، كانت القهوة بانتظاره وبعدها قالت رئيفة:
ـ جاء دوري سأدخل حمامي الخاص وقد أتأخر فيه، المرأة غير الرجل، افتح التلفزيون الذي في البهو تسلّى ريثما أعود إليك لا تعدَّ الدقائق.. . لكنني سأسرع ما استطعت في هذه المرة فقط!

قالت ذلك وأغلقت باب غرفة النوم وراءها فأدرك نمر أنها تستغني عن خدماته ولن يفرك لها ظهرها بالليفة كما فعلت هي معه ولن يراها عارية في البانيو أو تحت الدوش وكان يرغب حقاً في ذلك، كي يرى في النهار ما فاته في الليل لأمر مضمرٌ في سريرته! .


.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى