منصف سلطاني - مدائن جوزيفين .....

----الصباح في مدائن جوزيفين :
كان الجو الصباحي باردا يبعث على الرغبة في الانكفاء..حين التقيته في إحدى مقاهي المدينة بدا مسكونا بجوزيفين الصغيرة..يحدثني عنها بكل شغف..أخبرني أنها اتصلت به هاتفيا قال :بادرتني كعادتها بتحية صباحية..مفعمة بالحنين والانكسار:قائلة :صباح النور
فرد أنت الصباح ونور الصباح..أربد وجهها وقالت..شكرا ..هذا كثير علي..واصل يقول ..لو تعلمين أنك أجمل صباحات العمر..وأنت الكثير مما ضاع من العمر
قالت في صمت..يالهذا العمر اللعين...!
قال لها :يا كل العمر..يا امرأةمازلت في عينيها أخبئ أسراري
لم تتمالك..وقالت:آه...أشعر بوحدة وغربة قاتلين..حد البكاء..
قال لها:أشتاقك ..وأحتاج أن أدفئ أصابعي في كفيك..أن أمسح على خصلات شعرك..سأظل في انتظارك..حتى تقبلي علي بوجهك المشرق..ويلفحني عطرك..
اهتزت ..وقد ذوبها الحنين..أنا أيضا أحتاجك أكثر من أي وقت مضى ..قال:سأظل على أمل انتظارك..ولو آوت كل الطيور..وخيم الليل ..لأتسلل إلى نبضك و أستعيد أنفاسي..لا أدري أي شعور يغتالني الآن ..أشتاقك وأحتاجك..وأحبك..وأحن إلى أيامك..وكثيرا ماكنت أرتب العالم على هواك..
أرادت أن تستدرك..سنلتقي حتما..المهم..أن نظل..على العهد..فقال:لو منحتني كل الزمن لأمتلئ منك..لظللت على شوق إليك ..لمعت عيناها وقالت بكبرياء..ما أجمل ما تقول ..كلامك يحييني ..ويعيدني إلى نفسي..فقال المهم أن أستوطن نبضك..قالت يفرقنا زمان ومكان وعمر..
قال:أنعاود الغياب ونتوه في النسيان..؟
قالت:أرهقني الحنين إلى الماضي..ابتسم محاولا..ترميم انكساراتها ..أنت الحنين ..وأنت الماضي..وتوهج العمر..أنت ماكان وما لم يكن..
قالت:قلتها بنفسك..أنت الماضي ولست الحاضر..
قال:كل ما يعنيني أني أحبك..وأشتاقك..وأحلم بتفاصيل أنوثتك..قال لي وهو يتحدث عنها بنهم..وكنت اعتذرت لجوزيفين ..إن كنت أفسدت عليها أمرها في ذاك الصباح البارد..ثم غادرته ..لأركب القطار كي أعبر إلى الجهة الأخرى..قبل فوات الأوان..وفي قلبي شيء من روعة جوزيفين ..الصغيرة...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى