معاوية محمد الحسن - سماء حمراء كاللهب ..

ضوء النهار يتسلق الحائط في بطء شديد.. الحياة ضحلة ومرايا الواقع لا تعكس الا صور البؤس والكدر . الاشجار واقفة في منتهي الضجر تلعن ظلالها المتراقصة.
ها هي السماء علي غير العادة حمراء كالسنة النيران المشتعلة .. من منكم يا سادتي الكرام ابصر ذات يوم سماء حمراء كاللهب؟
صرخت زوجتي في رعب وزعمت انها قد رات زخات حمراء من المطر تنهمر بغزارة. هرعت للخارج في الحال . لم أر مطرا احمر علي وجه التحديد ولكني وجدت قطرات من الدم تسيل علي ثياب زوجتي. قلت لها انا اعرف ان السماء في هذه الايام تمطر حزنا وفواجع لكني أشك مطلقا في ان الامر قد بلغ بها حد ان تمطر دما . حين حدقت ببصري في الاعلي اكتشفت ان الشمس قد اختفت تماما في تلك الساعة خلف سحاب احمر كثيف وكانت الدماء تنز عن جراحها الدامية. بسطت كفي للمطر فامتلأت بالدم الاحمر... شممت الرايحة فاذا هي رائحة الدم.
صرخت:
( .يا إلهي انها تقطر دما .هل يحدث ذاك بسبب ان حربا ضروسا يدور رحاها في الاعلي؟).
تناولت هاتفي النقال وأجريت عدة محادثات مع أشخاص كثيرين حول العالم فاكدوا لي جميعا بانهم شاهدوا السماء تقطر دما خلا رجل واحد قال انه ظل مخمور ا لعدة ايام لا يري شيئا ذي بال يحدث وليس في نيته ان يري اي شيء حتي لو ان ما يجري كان بمثابة هبوط كائنات فضاءية ذات اجنحة مزركشة.
في الخارج كل شيء مضرج بالدم. الحيطان واسطح المنازل ..الاسفلت ... أعمدة الكهرباء وكانت .السيارات ايضا غارقة وسط بحيرات من الدم الاحمر القاني و الحشائش قد أمست حمراء مثل الهيموغلوبين.
فجأة انقطع جريان المطر وامسكت السماء ماءها الاحمر ثم تلاشت ايضا السحب الحمراء و أخذت الشمس تظهر شيءا فشئيا في الأفق.
هل ما جري كان واقعا حقيقيا. ؟
لم يظفر احد بتفسير معقول لما جري .ذهب الناس في ذلك مذاهب شتي . اليكم مثلا ما قاله رجل التلفاز الاصلع حين كانت قطرات الدم تسيل عن أالشاشة:
(ما زالت الهيئات العلمية يا سادتي في جميع أرجاء الكوكب في حالة انعقاد دايم لبحث هذه الظاهرة الغريبة وان كان بعضهم يري انها بسبب تعرض الارض العاصفة شمسية قاسية).
قلت صائحا في غضب :
(هراء ومتي كانت للشمس دماءا بشرية حتي تريقها هكذا علي الارض)
لم ابرح البيت منذ ذلك الوقت.فسرت الامر علي اساس انه الإنذار الأخير للبشر ية قبل حلول القيامة. انخرطت في العبادة والصلوات منتظرا بزوغ الشمس في الصباح من جهة الغرب لكن ذلك لم يحدث، عادت السماء زرقاء رائعة كاول عهدها وعادت حبات المطر في الخريف بللورية شفافة. قلت لابد أن القيامة قد الزفت وان السماء تهيء أمرا جللا سيقع قريبا .قال آخرون انه لم يحدث شيء سوي أن الارض قد انحرفت قليلا عن مسارها فارتطم جسدها في تلك الاثناء بأحد الكواكب فاصابتها جروح وخدوش سطحية و هي حتما تتماثل الشفاء بعد ان عاد كل شيء الي طبيعته ولكنني برغم كل هذا ما ازال اقبع في البيت حتي هذه الساعة ، اهيء نفسي ليوم الحشر العظيم.!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى