سيد التوني - بمزاج حر

بمزاج لايشبهني كثيرا
التقط الكلمات
اروض بعضها
او تهرب منى حروفها المبعثرة
كلما كتبت سطرا
هربت جنيات الخيال من النافذة
استرضيها بالكثير من الدمع
واحرق لها بخور الذاكرة
....
لا شيء يستعيد الأحبة
ولا حتى الذكريات
كلما هممت بالكتابة
يطاردني النسيان
السواد الأعظم من الحروف
لا يشتهي البوح
صرت اجمع الوقت من رصيف الزمن
شاكيا إلى الله
نزيف الثواني في ساعتي الرملية
لا اترصد سوى صوت من احببت
وضل بيننا اللقاء
مخالب الوقت تحك جلد السنين
بمزيد من الألم
.....
اعيد ترتيب الحكاية
فاجعل البداية
هي عين النهاية
واحذف الصراع
والشخصيات الثانوية
حيث لم يكن سوانا على قارعة الحلم
وكان من الحتمي
اننا سنلقى ذات المصير
لكننا لم ننتبه
.....
لن أبكيك مرة أخرى
ولن اقسم هذه المرة
هذا وعد في حدود قدراتي
فلا تسخري من بكائي
مثلما فعلت منذ ألف عام
مزقت أوراقنا الف مرة
ومحوت اثارنا الف مرة
وكلما مررت في طريقنا
تنبت أشجار الحنظل في حلقي
وتمنعني الكلام
.....
شكرا لوقتك الغني بالمواعيد الكاذبة
ولسانك المعقود بالصمت
واختلاق المعازير
وراء كل لحظة قنبلة موقوتة
تصب نارها في هشيم المسرات
صلواتي في محرابك لم تشفع
وتعاويذي لم تغن ولم تردع
.....
لماذا كل هذه الضجة وانت تمرين
كيف للطيور أن تنشد كلماتك
وكيف للزهور
ان تحكي ابتسامتك
وكيف للنجوم أن تقلد انشغالك بذاتك
ايتها القاسية
حين تخطرين
يحترق الوقت تحت قدميك
ويشتعل الجنون
.....
ثمة المحاذير
يا ابنة الغرائب
كل من يراك تخطفه الطير
او تهوي به الريح في مكان سحيق
ثمة اللعنة الأبدية
وضراوة الاشتياق
عاجز عن الرحيل
من بوابتك المرصودة
عاجز عن اقتلاعك من جذور الكتمان
....
في مزاج لا يشبهني كثيرا
ابعثر الحروف على طاولة الاوراق
تجمع الحروف نفسها
وتكتب
ال ف ر ا ق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى