نامق سلطان - من سيرة الإقحوان القصيرة

في النهاية

كل الألوان يذهبُ بريقُها

لونُ الضحك

ولونُ الخيبة

وألوانُ قمصاننا التي سرقتْها أعيادٌ قاسية

مرّتْ كما يمرُّ فوزٌ في حلم

حتى الآثامُ الصغيرةُ التي أخفيناها

في أكياسٍ مختومةٍ

ستصير شاحبةً

والأسرارُ التي يفتضّها ابناؤنا

في مناسباتٍ وقورة

وما تلطختْ به أسماؤنا

ونحن نجوب بها

من سجلات المدرسة

إلى دوائر الأمن

إلى دفاتر الخدمة العسكرية

إلى المطارات

وما خلّفتهُ أكفُّنا على الأبواب

ووجوهُنا في المرايا

ونحن نحاول أن نعبر منها إلينا

أو على الأقل، إلى بقايانا التي

مازالت تتشبث بمشاهدَ ملونة

من سيرة الأقحوان القصيرة.

*

في المدرسةِ الإبتدائية

كانوا يعلموننا: "إزارُ أمّي أزرق"

وكنت دائما أقرأُها: "إزار أمي أسود"

حتى ظنّ المعلم

أنني أشكو من عمى الألوان.

*

بسبب الحرب

لم تعد الألعابُ النارية تستهويني

ولا الأعلامُ الوطنية التي ترفرف

في طريق المطار

مثل صفّ من مهرجين

يعيدون المشهد ذاته

كل يوم.

*

للذهب غوايةٌ قاتلة

تشبه الوقوف على حافة بركان

والنظرَ مباشرةً إلى عين الشمس،

ذلك مالا تعرفهُ النساءُ اللواتي يعملن في الحقول

على امتداد الأرض التي خالطها سواد

من تاريخ الغزاة

والحرائق.

*

في السجون

لونان لا يختلطان أبداً:

لون السجّان،

ولون السجين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى