نامق سلطان - تحت شجرة السّدر

ما أراهُ

لا يعدو أن يكونَ حكايةً قديمةً

تروى الآن بطريقة ملوّنةٍ

عن شجرةٍ لم يرها أحدٌ تثمرُ يوماً

وقد تراكمتْ حولها عظامُ موتى

وأساطيرُ ومعاطنُ

وعُلِّقتْ على أغصانها خرقٌ وتمائمُ،

فهناك من يدّعي

أنّ نبياً تفيّأَ في ظلّها

بعد أن داهمتهُ رؤيا عن مصابيحَ

معلقةٍ في سماءٍ سوداء

من دخان المعاملِ القريبةِ

ثمّ أطال المكوثَ هناك

حتى ماتَ مخذولاً

كما ينبغي لنبيّ.

*

هم لم يروا أكثر مما رأيتُ

لكنّهم لم يسمعوا هديل اليمامة

ولم يغسلوا وجوههم بماء الساقية

ولم يروا الأطفال ينسلّون من أعيادهم

ليمسحوا زجاج السيارات

في الشوارع المزدحمة

ولم تتّسع حكمتُهم

لتواسيَ نسوةً فقدنَ أيامَهن

في تقليب المواجع.

*

هم لم يروا أكثر من حجرٍ

يصلّي على حجر

وخوفٍ يتناسلُ من خوف

وحججٍ خضراءَ تنمو كالطحالب

على مستنقع نزواتهم.

*

ذلك ما رأيتُ

عندما حلّقتُ فوق المكان

بجناحين غضّين، مازلتُ أحثّهُما

ليصيرا أقوى وأكبر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى