د. محمد الشرقاوي - ماذا يقول منظّر نهاية التاريخ عن مآل بوتين؟

يعتقد فرانسيس فوكوياما، الذي اشتهر بكتابه #نهاية_التاريخ_والرجل_الأخير" عقب تفكك الانهيار السوفياتي عام 1990، أن الرئيس الروسي أقدم على ارتكاب "خطأ فادح" عندما أمر بغزو أوكرانيا.
يقول فوكوياما الذي يشرف حاليا على برنامج أكاديمي في شمال مقدونيا إن "روسيا تتجه نحو هزيمة صريحة في أوكرانيا. كان التخطيط الروسي غير كفء بناءً على افتراض خاطئ بأن الأوكرانيين كانوا مؤيدين لروسيا وأن جيشهم سينهار فورًا بعد الغزو." ويوضح فوكوياما أن بوتين يستخدم في هذه المرحلة الجزء الأكبر من جيشه بالكامل لهذه العملية، ولا توجد احتياطيات ضخمة من القوات يمكنه استدعاؤها إلى المعركة. والقوات الروسية عالقة خارج مدن أوكرانية مختلفة حيث تواجه مشاكل إمداد ضخمة و هجمات اوكرانية مستمرة".
يتوقع فوكوياما في مقابلة مع مجلة American Purpose أن النهاية يمكن أن تكون "مفاجئة وكارثية بدلا من أن تحدث ببطء خلال حرب استنزاف"، وأن القوات الروسية ستجد نفسها قريبا في وضع "ستتبخر الروح المعنوية" فيه بسبب نقص الإمدادات. وفي المحصلة النهائية، "لن ينجو بوتين من هزيمة جيشه. إنه يحصل على الدعم لأنه يُنظر إليه على أنه رجل قوي؛ ماذا عليه أن يقدمه بمجرد أن يُظهر عدم كفاءته ويتم تجريده من سلطته القسرية؟"
غير أن استشراف فوكوياما لا يتناول حقيقة أن العقوبات الأوروبية والأمريكية على روسيا غدت سيفا ذي حدين، وأن مضاعفاتها السلبية لا تستهدف طرفا دون آخر. وهناك ملاحظة أخرى قد تنال من رؤية فوكوياما هي أنه يقرأ واقع الحرب الأوكرانية وصراع روسيا والغرب عام 2202 قراءة تستند في مجملها إلى حقبة الحرب الباردة أواخر الثمانينات، وكأن هناك قانونا أزليا في السياسة الدولية يضمن للغرب دوما احتكار النصر وكسب شتى المعارك. فهو يتوقع أن "هزيمة روسية ستجعل من الممكن" ولادة جديدة للحرية، وتخرجنا من فوضى لدينا بشأن تدهور حالة الديمقراطية العالمية. ستستمر روح عام 1989 ، بفضل مجموعة من الأوكرانيين الشجعان."
وجهة نظر لا يمكن التعويل عليها خارج سياقها الزمني وتغير ميزان القوة وتباين أدوات المعركة بين روسيا والغرب غير المتجانس تماما على خلاف عقود خشيته من الخطر الأحمر في الشرق.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى