أمل عمر إبراهيم - الحانة

سيارتا أُجرة تتوقفان أمام الحانة
رجلٌ و إمرأة
يبرزان بطاقات الهوية للحارس..
تثبت البطاقة بأنهما ناضجان كفاية ، حزينان كفاية و مؤهلان كما ينص القانون..
يخبئان بطاقة الهوية في جيب المعطف..
يخلعان المعطف
يعلقانه على مدخل الحانة ..
يخلعان قسط السيارة و البيت و المدرسة مشكلات الكردت كارد ، مشكلات الوطن و هواجس القلب
يخلعان ارتفاع سعر الوقود العالمي ،الحرب و تورط الناتو..
يخلعان الذاكرة
الخوف و المنفى
و يتركان كل شئ على مدخل الحانة ..

و ينزلقان في زواية المقعد
يملآن الكأس
يفرغانه
يملئانه
يدعيان بأنهما شخصان آخران
يتعانقان
يقبلان بعضهما..
يطفوان في فضاء الحانة مثل فقاعات
مثل افكار في مخيلة شاعر.
أنبياء من غير رسالة

الثانية بعد منتصف الليل
الزجاجات خاوية و الجميع يطفو
الجميع ينسى
الجميع يترك معطفه بالخارج
حانت ساعة الغيبوبة
توارت الجلبة و الثرثرة
و طغى الهمس

توارى الهمس

غمغمة
..
و تنتهي السهرة
يأخذ الرجل و المرأة المعطف..
يلقي كل منهما بنفسه في سيارة أجرة
لا المرأة تتذكر وجه الرجل و لا الرجل يعرف إسمها ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى