القاص والروائي المصري أحمد رجب شلتوت في ضيافة ثقافية الزوراء

الزوراء / خاص:


ما يميز الأديب أحمد رجب شلتوت قدرته الفائقة على رسم الفضاء القصصي والروائي، فهو مهندس ماهر في البناء، وخبير في زراعة عناصر التشويق في جسد رواياته وقصصه ، يحسن الدخول ويدرك وظيفة الوصف والحوار ، ويرسم خريطة النهاية باقتدار كبير، اعماله تسير وفق انسجام بين المنظومة اللغوية والمنظومة الدلالية فتخرج شهية متماسكة متآلفة بين الاطار والمضمون ، تمتاز اعماله بالحبكة التي لا تعرف الرخاوة ولا تعرف الترهل وبذلك استحقت النجاح بكفاءة .
بدأ النشر فى الصحف والمجلات منذ 1985
عمل محررا ثقافيا بوكالة الصحافة العربية من 1994 وحتى 2001 ثم من 2016 وحتى الآن / ينشر مقالاته بجريدة العرب اللندنية وبجريدة القدس العربي
فاز بالمركز الأول فى مسابقة جريدة الشعب للقصة القصيرة 1990 / فاز بالمركز الأول في مسابقة نادى القصة للقصة القصيرة 1996 / فاز بالمركز الثاني فى مسابقة الهيئة العامة لقصور الثقافة للمسرحية الطويلة 1996 / فاز بالمركز الثاني فى مسابقة ساقية الصاوى فى القصة القصيرة جدا عام 2009/ فاز في مسابقة جمعية الأدباء في الرواية عام 2009 / فاز فى مسابقة إحسان عبدالقدوس فى الرواية عام 2010 عن رواية” حالة شجن” / كما فاز أكثر من مرة فى مسابقات الهيئة العامة لقصور الثقافة ومسابقات وزارة الشباب فى القصة القصيرة والمسرحية والبحث.
صدر له : السعار والشذى مجموعة قصصية _ مطبعة الجيزة _1995 /العائد إلى فرحانة مجموعة قصصية _ وكالة الصحافة العربية 1996 / دم العصفور مجموعة قصصية الهيئة العامة لقصور الثقافة 2002 / زوال رواية قصيرة 2003 / العش للعصافير مجموعة قصصية للأطفال كتب عربية 2005 / بندق يجد الكنز.. مسرحية للأطفال مطبعة الجيزة 2005مدارات روائية 2018 /حالة شجن، الثقافية للنشر والتوزيع، تونس، 2019./ رشفات من النهر _ قراءات وكالة الصحافة العربية 2019 / الرواية فن البحث عن الإنسان.. قراءات وكالة الصحافة العربية 2019 / ربيع البنفسج قراءات في الرواية العربية وكالة الصحافة العربية 2020 / فاتحة لصاحب المقام قصص قصيرة الهيئة المصرية العامة للكتاب 2020 / العزلة ليست هي الوحدة... قراءات وكالة الصحافة العربية 2021حياة بين الرفوف .. ... قراءات وكالة الصحافة العربية 2022.
كتب عنه الكثير من النقاد نذكر منهم الاستاذ حسن عبد الرحيم والاستاذ محمد جبريل والدكتور خالد محمد عبد الغني ( الاغتراب في نوفيلا حالة شجن ) والناقد ممدوح فراج النابي عن رواية حالة شجن ( رواية البحث عن الوطن ) والناقد الغربي عمران ( سردية الوقوف بين شفق الاحلام وغسق الظلام ) والدكتورة رشا الفوال والدكتور السيد نجم وغيرهم .
ثقافة الزوراء دخلت بيدر القاص والروائي المصري أحمد رجب شلتوت وخرجت منه بهذا العطاء .
* في أحد حواراتك ذكرت: (( نشأت طفلا معاقا وحيدا .... الخ ) ما تأثير هذه الطفولة على قلمك؟
ـ في طفولتي الباكرة أتلف مرض شلل الأطفال ساقي اليمنى، أجريت أكثر من جراحة، كان أبي جنديا يعود في إجازاته من الجبهة محملا بكتب يستهلك فيها وقت الإجازة، ولما كبرت شرع في تعليمي القراءة والكتابة، فأجدتهما _ نسبيا_ قبل التحاقي بالمدرسة الابتدائية، وكان يحضر لي قصصا مصورة، كنا نقرأها معا، يصوب لي ما أقع فيه من أخطاء، ومن القصص التي ارتبطت بها كثيرا في طفولتي الباكرة “بساط الريح” لكامل كيلاني، ولك أن تدرك أي تأثير يتركه بساط الريح في نفس طفل معاق مربوط بالأرض، كان الكتاب نفسه بساط ريح لي شدني لعوالم الكتب منذ طفولتي. لم أفتتن بالكتاب لمجرد أن القصة أعجبتني، بل لأن الإعاقة تربط جسدي بالمكان بينما البساط السحري يحرر الخيال ويطلقه في الفضاء.
وأعتقد أن تأثير هذه النشأة على كتابتي كان انعكاسا لتأثيرها على حياتي بشكل عام، فالإعاقة حرمتني من مشاركة الأطفال لعبهم لكن منحتني وقتا للتعلم والقراءة والتأمل، وظروفي ألزمتني البيت بصحبة الكبار الذين لم أشاركهم أحاديثهم فنشأت صموتا قليل الكلام، فكانت الكتب كلام الآخرين لي، فكان لابد أن أكتب ليكتمل الحوار.
* وهل تأخرت مشاركتك في ذلك الحوار الإنساني؟
ـ لا، مشاركتي كانت مبكرة فقد جاءت محاولتي الأولى لكتابة الأدب قبل أن أكمل عامي الرابع عشر، كانت قصة قصيرة، كتبتها وأنا في أحد المشافي وكنت أتهيأ لإجراء عملية جراحية في ساقي.
* ما هو تأثير المكان في قصصك؟
ـ لا رواية بلا مكان، والمكان الروائي لم يعد مجرد وعاء حاو للأحداث والشخصيات بل هو شخصية موضوعية، كما أنه بُعد اجتماعي إذ يتأثر بحياة من حوله كما يؤثر في حياتهم. وبحسب تعبير جون برين «الناس هم الأماكن، والأماكن هي الناس». وهنا نؤكد على شيء بديهي وهو أنّ المدينة الروائية مدينة خيالية حتى وإنْ استطاع القارئ أن يتحقق من وجودها الجغرافي، كما أن لها وظيفة خاصة في بناء عالم الرواية إذ تصبح حاملة لمدلولات مختلفة وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعناصر الأخرى المكونة للرواية، وتسقط عليها وتكتسب منها عمقها. والمكان عندي لا يوصف لذاته، ولكن أتعامل معه باعتباره جزءا عضويا في الرواية، خيوطا في نسيجها، يضيف إلى دلالاتها وإيحاءاتها وصورتها الكلية. كما في روايتي «حالة شجن»، ففيها اعتمدت على تقنية الرحلة أو التنقل بين الأماكن، فلم يرتبط ببنية الرواية فحسب، بل كان المكان فاعلا في كل أحداثها، مؤثرا في الشخصيات وفي الأحداث.
* بمناسبة ذكرك روايتك (( حالة شجن )) لماذا هذه السوداوية فيها؟
ـ الرواية منطلقة من واقع سوداوي، لا تشعر فيه الشخصية بالأمان
* ما الذي يدهشك كقارئ وناقد في الرواية الناجحة؟
ـ قراءة الرواية حتى وإن منحت قارئها قدرا من المتعة والتسلية إلا أنها لا تستهدف ذلك فقط، فهي في جوهرها وسيلة لتدبر العالم وللتفكير في ماهيته كما يراها المبدع. وأعتبر أن الكتابة عموما وكتابة الرواية خصوصا وسيلة لتعويضنا عما نفتقد، والرواية الناجحة بالنسبة لي هي التي يمكن اعتبارها حياة ثانية والتي تشعرني بأنها أكثر واقعية من الواقع نفسه.
* فكأنك ترى أن الرواية الناجحة هي بالضرورة الرواية الممتعة
ـ نعم، وأضيف أن قراءة الروايات تمنح القارئ ما لا تملكه الأنواع الأدبية الأخرى، فهي مستودع أشياء كثيرة “شخصيات وأماكن وأزمنة وأحداث وتحولات تاريخية وجيوسياسية وطبيعية، الخ”. والرواية تطوي بين جناحيها العالم وتنظمّه وتحلّق به. بحثا عن الإنسانية المطمورة تحت طبقات وطبقات من أتربة راكمتها قسوة ظروف الحياة. حينئذ يمكن أن تتحقق متعة القراءة التي وصفها أورهان باموك بأنها “تبدأ من قابلية رؤية العالم، ليس من الخارج، ولكن من خلال عيون الشخصيات التي تستوطن ذلك العالم”.
.* وهل يمكن قول الأمر نفسه بالنسبة للكاتب المبدع؟
ـ لا يختلف الأمر كثيرا، أعتقد أن الرواية بالنسبة إلى كاتبها ولقارئها على السواء هي فن البحث عن الإنسان، إذ اكتشفت الرواية بطريقتها الخاصة، وعبر مسارات تطورها الأبعاد المختلفة للحياة واحدا إثر الآخر، فاستقصت عند نشوئها على يد ثربانتس طبيعة المغامرة البشرية، ثم غاصت في مرحلة تالية داخل الإنسان كاشفة عن الحياة السرية للمشاعر البشرية، ومع جوستاف فلوبير حطت على أرض الحياة اليومية، ثم تسبر أغوار الزمن مع بروست وجويس، ومع آخرين تبحث في التاريخ أو تستلهم الأساطير، وهكذا صاحبت الرواية الإنسان في كل تجلياته، وهي أيضا تشبه الإنسان في قدرته على التطور والتجدد والاستمرار، لذلك تمنح نفسها دائما حيوات جديدة.
* ما رأيك بالذي يقول : ( النص الجيد يفرض نفسه على الجميع ) في هذا العالم الذي تتلاعب فيه قوى الدعاية والإعلام؟
ـ هذا الرأي صحيح بدرجة ما، لكن على المدى البعيد، فقوى الدعاية والإعلان تنجح غالبا في الترويج لنصوص روائية غير جيدة، وتجعل من أصحابها نجوما، ثم سرعان ما ينحسر عنهم الضوء ويكتشف القارئ قيمتهم الحقيقية، فينصرف عنهم. لكن ذلك لا يعني أن النص الجيد يفرض نفسه دائما، فالترويج لغير الجيد ومهما كانت أسبابه يعني في الوقت ذاته تهميش أعمال مهمة قد لا تجد مناخا جيدا يعينها على البقاء، وكم من أعمال مهمة طالها التهميش فكادت تندثر ولم تحصل على حقها وتحضرني هنا على سبيل المثال رواية “قنطرة الذي كفر” لمصطفى مصطفى مشرفة، وهي أول رواية مصرية كتب نصها كاملا بالعامية المصرية ومن أوائل الروايات العربية التي استخدمت ما سمي في النقد الحديث تيار الوعي. ونجحت في تجسيد خصائص الروح المصرية الحقيقية الخالصة. وقد كتبها صاحبها في الأربعينيات وتأخر نشرها أكثر من عشرين عاما، ولو نشرت وقت كتابتها لأحدثت ثورة في الكتابة الروائية ولنالت ما تستحق من مكانة.
* كيف تنظر الى موضوع الجوائز الذي بدأ الكثير يركض وراء بريقها؟
ـ كان لي حظ الفوز بعدد من الجوائز على المستوى المحلي، في القصة القصيرة والرواية والمسرحية، وأعتقد أن الجوائز مهمة بالنسبة للكاتب، والجوائز بالنسبة لي باختصار كانت تعني الاعتراف، تكرار الفشل في تجارب النشر أحبطني، الأهل والأصدقاء زادت قناعتهم بأنني فقط أضيع وقتا زائدا أتاحته لي الظروف الصحية، جائزة جريدة الشعب كانت أول جائزة فردت في الروح، بعدها جائزة نادي القصة وكنت أيضا الأول، لها مزايا عدة: أولها توقيع نجيب محفوظ على شهادة التقدير منحني سعادة فائقة، أيضا نشر القصة الفائزة في ملحق الجمعة بجريدة الأهرام وعلى صفحة كاملة دفع الأهل والأصدقاء للتسليم بكوني كاتبا.





35699.jpg

35699.jpg

35701.jpg

35703.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى