محم ولد الطيب - على أعتاب الفجر

أَنَا فلسطيني
و في مهبط الوحي أرسو
ومن أدنى الأرض
نبتت هويتي...
أعطر أنفاسي من جذور الأجداد
و من مهد كنعان
أضيء بزيتي دروب الحالمين
أتتبع بخطاي الواثقة
خيط التاريخ أتفرسه
كل شيء شاهد على مسيرتي
شاهد على رسوي
حتى الرياح
لم تمح الأثر المقدس من لجة الدم
كل الأدلة ترسم لي طرقي
إلى ذلك الصرح الممرد بالعسف
ذلك الذي استقالت كل نجومه
إلا نجمة يتيمة أقحمت نفسها

أشم رائحة الأرض من وراء البحار
وأشم رائحة البارود من كل بقاع الأرض
وفي ذلك الزقاق أصلي صلاة الخوف
على بساط الأوجاع
على قلوب الأعداء
وألملم في مهجتي رصيدا من الدم
أضمد في ذاكرتي تاريخا من النكبات
جيباي مفعمان بأكوام المفاتيح، و الأقفال صدئة
لن يضيع المفاتيح
لن أترك قلبا غافلا إلا فتحته
ولا بوابة من بوابات الخيانة إلا أوصدتها
فهل تراني ظالما يا أخي؟!
أنا لا أدعوك لتشاركني خبزي المغموس بالمعاناة
أقصى طموحاتي ألا تُبدي لي سوءاتك
أنا لا أبكي لمنزلتي
بل أحنو على منزلتك
فهل تراني ظالما ؟

أنا لا أريدك قاض في مملكتي
أنا أريد يدا حديدية تأبى الصفقات،
يدا تذود عن بيتي الذباب
فأنا مكبل بأغلالي المزمنة
وعد مني أن أصلي خاشعا
لا حراس
سنبدد الأوهام بفوهات البنادق
سنمحو الليل من أجندتنا
وسنرقص قضاء لدين صباحاتنا المؤجلة
ونبعت مزامير داوود الشجية
وأثوابنا الكنعانية
سنعيد للأرض لونها من جديد
سننفي ذلك الغريب في مخدع التيه
هناك حيث كان منشأه
هي فقط رميةُ سهم المجد، لن تخطئه.

محم ولد الطيب/ موريتانيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى