محمد عصام - ورقة شجر

تخرج فتنادى يا صيف ، فيأتى الصيف...

..........................................................................................................................................

يمسك بورقة الشجر فيجدها خضراء ، ولكنها تلك الخضرة العصية . تصطبغ بصعوبة وكأنها تجاهد أو تقاوم شيئًا ما لتبرز بتلك الصبغة . ولكنه صباح جميل رغم كل شئ.

............................................................................................................................................

تخرج فتنادى ياخريف ، فيأتى الخريف...

............................................................................................................................................يقوم من جلسته بعد أن أصيب ظهره بأوجاع الظهر والانحناء ، فيمسك بورقة الشجر ليجدها مظهرة صبغة مختلفة باهتة ؛ وكأنها تبغى التخفى ورائها ، أو كأنها تحاول الهروب من شئ ما . لقد بدأت تمل المقاومة . ذلك جلى ، إن تهشيمها ممكن ببعض القوى.

............................................................................................................................................

تخرج فتنادى يا شتاء ، فتأتى الشتاء ...

............................................................................................................................................

لم يجد ورقة شجر كى يمسكها . لقد تعرت أمامه تمامًا تلك الشجرة وكأنها آثرت السلامة والراحة فتخلصت من روحها من الأساس . هذا أفضل . لم تكن لتتيح له عصاه الخشبية الانحناء والإمساك بالورقة . يقول لنفسه: لقد حان موعد سباتى الشتوى أنا أيضًا .

..........................................................................................................................................

تخرج فتنادى يا ربيع ، فيأتى الربيع ...

..........................................................................................................................................

يقوم من على الأرض ، من خلف تلك الرابضة يخرج ، ولكنه ليس هو . لقد تغيرت قسماته ، وانحلت عقدة ظهره.

أمسكت يده بورقة الشجرة بعنفوان شباب وهو يقول : ياااااااه ، يا له من صباح جميل .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى