إبراهيم عبدالقيوم جيب الله - قراءاة تحليلية في رواية "شهوات النعناع" للمؤلف اسامة الطيب

فصول الرواية:1- اغنيات الحنين 2- اغنيات البشارة 3-اغنيات الرحيل 4- اغنيات الجسارة.
* الأصدارة في طبعتها الاولي من دار اوراق للطباعة و النشر-القاهرة.
*اهدي المؤلف الرواية لوالده و والدته.
قدم المؤلف روايته بقصيدة نضالية للشاعر الكبير محمد مفتاح الفيتوري يقول مطلعها:
لا تحفروا لي قبرا
سارقد في كل شبر من الارض...
و يقول فيها:
لماذا يظن الطغاة الصغار
-و تشحب الوانهم-
إن موت المناضل موت القضية.
..........
ثكثف عنوان الرواية في جملة شيقة(شهوات النعناع) مجموع هذه الشهوات اربع عشر شهوة وردت في الصفحتين 170-171، تهيكل جسد الرواية علي هذه الشهوات ،منها اربع شهوات تطابقت تماما مع تسمية فصول الرواية:
-1 اغنيات الحنين: شهوة الصراخ بين يدي حبيبك الملتف بك لتنجب الاغنيات.
2- أغنيات البشارة:شهوة الرسالات الفريدة التي تمالئ البحار بالزرقة و تكتبك علي السماء رسولا من خلاص.
-3 أغنيات الرحيل: شهوة ان تموت و الناس يتلقفون حياتك بالأيدي و القلوب و الصدور العارية إلا من فداء.
4- اغنيات الجسارة: شهوة ان تصطف بين اغنياتك و احلامك و امنياتك لتوقع علي رسالة الخلود بالدم و الدمع والنعناع الجسارة.
ثمة شهوة ذات علاقة وثيقة بالعنوان و هي شهوة النعناع "النعناع للذي يطغي علي الرائحة بالطعم و علي الطعم باللون و يطغي علي النكهة بالإغماض فيه.
توقيت هذه الشهوات و لحظتها " اللحظة التي تكون فيها ميتا لا محالة.. فاكتب بيديك كتاب حياتك الأبدية شهوات فارعات و اودعه مكتبة الكون و امض.
جاء السرد بصوت الراوي(تاج السر) بطل الرواية قاسمه البطولة صديقه الروحي(سيف) بالأضافة لوظائفهما المهنية فتاج السر يهوي الغناء النضالي و سيف يكتبه شعرا ضد الظلم و الإستبداد و التعذيب الوحشي.
تزامن البناء الفني للشخصيات مع بناء السرد و تطوره عبر مراحل احداث الرواية.
لغة السرد لغة رفيعة المستوي بتقنيات إبداعية تضمنت حزمة من العناصر مثل الجملة الخادعة و الإحالة و السؤال والإسترجاع الزمني.
الزمن الحقيقي للسرد بدأ في الزمن الماضي القريب من لحظة دخول الغرفة التي يتعالج فيها تاج السر و منها إستمر السرد بتكنيك إسترجاع الأحداث الماضية الأبعد فالأبعد.
(الذاكرة) لعبت دورا رئيسيا في السرد الح عليها بطل الرواية بقوة كواحدة من اهم شهوات النعناع و التي يجب ان تظل يقظة و حاضرة"للحكي".
بذات الرفعة الأبداعية جاء عنصر الحوار ليدفع بالسرد مراحل متقدمة بانيا نفسه بنفسة بلهجته العامية المتعمقة في جذور اهل القرية او المدينة.
ايضا علي ذات السياق الزمني المح جد تاج السر لمحة ذكية علي ان تكون نقطة النضال و المعيشة الكريمة من الجذور فكانت الرحلة التي اصطحب فيها الجد تاج السر و ابيه الي " الحرازة"التي كانت نقطة تجمع اهل المنطقة و نقطة إنطلاقها لمجابهة المستعمر، و في تلك الرحلة كا تاج الر مستصحبا الماضي و الحاضر و المستقبل في حضرة ابيه و جده
التوأمة الروحية التي صنعتها الرواية بين تاج السر و سيف كانت توأمة فريدة و كان كل منهما مكملا للآخر و كانت "الذاكرة" القاسم المشترك بينهما حتي يخيل لك ان تاج السر لم يقتنع برحيل سيف و كأن سيف في حياته الٱخرة يعيش حاضرا مع تاج السر.
في خضم الكم الهائل من النضال و قساوة التعذيب الذي تعرضا له كان هناك معادل لكل الوحشية و الألم هو الكلمة الشعرية الحرة و الإنشاد الوطني المصادم المزلزل لعروش الطغيان، و كان هناك معادل ٱخر له وجوده و هو الحب(تاج السر/إبتسام) و ( سيف/عبير) .
إسترجع السرد جذور الطغيان-تجار الدين- و ماضيه منذ (حامد الوراق) إمام الخلوة -العميل- و حتي ظهور الطغاة -تجار الدين الجدد- أصحاب بيوت الأشباح.
إبراهيم عبد القيوم جيب الله"ابو منذر"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى