نزار حسين راشد - في مرسم العشق

حين ترفعين عيونك
وتمدّين نظراتك نحوي
وتنطق قسماتك
بذلك التعبير العابد
تغشاني موجة من الخشوع
وأكاد أهوي متلمّساً مُقبّلاً
لعلي أعثر على تلك القداسة
في مخبأ من مخابئك السرّية
وأستخرج ذلك السّر
من مكمنه
وأعود كلّ مرّة
بكفّين خاليتين
إلا من متعة البحث
تلك الغواية التي تتكرّر
كلّما أُتيح لنا لقاء
أو عثرنا على بعضنا
في عرض هذا الزّحام
وهكذا تتصرّم الأيام
ولا نملّ من التحايل على
هذه الموانع
أو القفز فوقها
وكأننأ في سباق للحواجز
وفي غمرة اللقاء
تتساقط الكلمات
كأوراق خريفٍ
ذاوية
وينتصب الصمت ما بيننا
عصاميّاً شامخاً
ناطقاً بكل ما نريد
وكأنه لوحة صامتة
حمّلها فنّانٌ نابغ
كُلّ ما يريد أن يقول
حبيبتي هي الكلمة الوحيدة
التي أتشبّثُ بها
كطوف الغريق
في هذا الخضم المائج
غير مكترثٍ لوقعها الساذج
فكم أعشق أن أبدو أمامك ساذجاً
كطفلٍ تائه
يتوسّل أن تمدي يديك
لتنقذيه
من ضياعه الأبدي
وأنت تعرفين أنّي
أتقمّص هذا الدور
لأستدرّ عطفك
ولتفرحي
بإسباغه علي
فكلُّ عاشقةٍ هي أُم
وكُلّ عاشقٍ هو طفلٌ متسوّل
لحنان أمّه
وفي كُلّ مرّة
أشُقّ عرض الزّحام
لأصل إليك
وفي كُل مرّة
تستقبلينني بفرحٍ طافح
وذراعين ملهوفتين
لتؤويني إلى حضنك
وأحسّ خفقان صدرك
كوترٍ أيقظته يد عازف
ولا يريد أن يتوقّف
حتى يجود بألحانه كلّها
أليس هذا هو الحُبّ حقّاً
بكُلّ ما له وما عليه؟
نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى