محمد محمود غدية - خاتم سوليتير

فى منتصف الثلاثين، ملابسه تعكس ذوقه الرفيع، فتحت باب مكتبه بعد أن طرقته ثلاث، جميلة لم يسبق له رؤيتها، كانت غاضبة وهى تطلب منه فسخ التعاقد مع شركته
وإستعدادها لدفع قيمة الشرط الجزائي فى فسخ العقد بعد تأخر التوريد من جهة شركته،
طلب منها التهدئة ودعوتها لفنجان قهوة، متقدة الذهن، لاحظت شروده وهو يتأمل رشاقة أصابعها الممسكة بفنجان القهوة، متأكدة أن جمالها أدار رأسه كما تفعل الخمر،
إعتذر لتأخير الطلبية مع وعد بالإسراع، بشرط رؤيتها ثانية، شكرته بعينيها وإبتسامة إمتنان لتقديره جمالها، فى لقاء ثان دعاها لتناول غذاء عمل، كلاهما فى زحمة البزنس
نسيا مؤسسة الزواج ربما لعدم التفرغ، إتفقا على الزواج وسارت بهما مركب الحياة هادئة، ونجحت فى إدارة مجموعاتها من المنزل، بعد أن رزقت بطفلين توأم،
فى ضربة موجعة، بينما هى فى المطبخ، إستقبل هاتفها رسالة، قرأها الزوج مصادفة : ياترى خاتم السوليتير هديتى لك فى عيد ميلادك عجبك ؟
كل سنة وأنت حبيبتى،
أعاد الهاتف لمكانه، اليوم فعلا عيد ميلادها، وكان ينوى إصطحابها اليوم لتنتقى ملابسها من أرقى بيوت الأزياء مفاجأته لها فى عيد ميلادها،
روعته مفاجأة الهاتف التى نزلت على رأسه كالمطرقة، سقط من هول الصدمة مغمى عليه، جرت نحوه تجفف عرقه وهى تحتضنه، يدفعها بعيدا عنه ويسألها : عن خاتم السوليتير الذى فى إصبعها،
قالت : أنه هدية أحد العملاء نسيت إخبارك عنه، يطلب هاتفها وتقرأ الرسالة، ويطبق عليها الصمت ويطلقها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى