مصطفى معروفي - سماء خفيضة جدا


أحيك الحياة مدادا
لأكتب سيرة من رحلوا
وجميع جهات السماء تود مقابلتي
كنت نهرا يثير الجدارة فوق يديه
على جانبيه يئزُّ القطا
حيث يطوي المجوس تثاؤبهم كسفا كسفا
كنت سيد وقتي
ألاعب ريح الجنوب وفي خلفها
كنت أبني جحيما لمن خبأوا نجمتي
في ثياب القبيلة،
كانت أظافرنا عقدت هدنة وأتت نحو أبراجنا
لكأن نوافذنا كسرت مهرجان الغواية وانخرطت
في التسكع
أو لكأن الينابيع أولها كان شرق الأصابع
ثم تأثل حتى يتم له الشكر منذ اشتعال القرابين
في سدرة الماء حتى بزوغ المراثي
دروب الصداقة باتت تغادرنا
وطفقنا نمارس فرز الجنون الجميل بأشكالنا
ثم كنا نميط خطانا عن البرق متئدين
لنمنح ساقيه سمت النجاعة
كي لا نصلي بباب الخطيئة...
من كان يمشي إزاء إمارتنا في الخفاء
إلى أن رأيناه يعطي البيوت عناوين تغرق في عنف ندرتها ؟
هل الرجل القرمطي أباد الظلال إلى أن غفا سيفه
وشيطانه
وهسيس الحجارة يغلي على كفه؟
قد رأيت خباياه طرا وقد شربت من محيا الخليقة
حيث تكاد على بطنها تتناثر
جئت
بقلبي جسور الوفاء تضيء
وريح الغواية تعجن في الرأس طينتها وشراستها
ها دمي موعد للبحيرات
والشجرات التي لا تفارق حمحمة البرق تسهر
تحت رموش السماء الخفيضة جدا.

ــــــ
مسك الختام:
نكص المطر على عقبيه
و لم يزر الشرق
فقد أيقن أن التربة غير التربة
و الدم أصبح يحتل مكانهْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى