محمد محمود غدية - صفعة الأقدار

غادرته الزوجة التى لم تكن تشكو مرضا، بعد خروجه على المعاش بستة أشهر، أصبح نهبا للوحدة، بعد أن كانت كل شىء فى حياته، الأولاد كل منهم له حياته وأسرته، تكفيهم هموم العيش، البعض أشار عليه بالزواج بعد رحيل الزوجة، لكنه رفض، لديه الأولاد يعيش بهم ولهم، أصغر الأبناء يعيش معه فى آخر تعليمه الجامعى، صارح والده برغبته فى الزواج من زميلته، وهى من أسرة متواضعة رباها خالها، بعد إنفصال والديها، رفض الأب هذا الزواج الناتج عن تفكك آسرى، وأمام إصرار الإبن على الزواج، وافق مرغما، وبمكافأة نهاية خدمة الأب تم الزواج فى نفس يوم التخرج، الإبن هو من إختار سكن قريب من والده، الذى كان يسدد عنه الإيجار، لم يتخلى الإبن عن مراعاة شئون والده طول الوقت،
الوالد له منزل من ستة طوابق فى حي راقى به سكنه،
الإبن شهادته الجامعية لايحتاجها سوق العمل، تنقل كثيرا ضمن العمالة المؤقتة، والده كان له خير عون، يمده بالمساعدة طول الوقت،
ماأبشع الأقدار حين تكشر عن أنيابها وتلكمنا حتى النزف، تعددت زيارات الإبن وزوجته للوالد، المرحب بهم دائما، فى واحدة من هذه الزيارات، وأثناء تناولهم الطعام الذى أعدته
زوجة الإبن، غمس الوالد كسرة خبز فى صوص الطعام وناولها للقطة التى تعيش بينهم، بعد ثوان تهاوت القطة وتقيأت الطعام وتمددت وقد أسلمت الروح، نظر الأب لإبنه نظرة المعاتب، وقد تحجرت فى عينيه الدموع، لأنه كان المقصود بالموت لا القطة، للفوز بالعمارة فى إرث مبكر، فهم الإبن الرسالة وعلى الفور، أخذ يكيل لزوجته اللكم والركل ويدفع بها خارج الشقة صارخا ثلاث : طالق .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى