د. مصطفى أحمد علي - حلّ عينك، سدّ عينك!

في عيادة صديقتنا الطبيبة (فاطمة المريني)، سليلة السلاطين من بني مرين، طلبت مني الممرضة ان"حلّ عينك"، ثم "سدّ عينك". ما يقابل العبارتين، في هذا السياق، في عربيات السودان: "فتِّح عينيك، وغمِّض عينيك"، أما سدّ، فيقترن استعمالها بالآلات، نحو الأبواب والآنية وغير ذلك. ومن مرادفات "سدّ يسدّ" وقريناتها في المعنى والاستعمال، في السودان، "قفل يقفل"، نقول: "قفل الباب وفتح الباب"، ويقابلها في الدارجة المغربية: "حلّ الباب وسدّ الباب". والباب عندهم، وربما في سائر الدوارج المغاربية مؤنث، يقولون: "الباب محلولة والباب مسدودة"، ونحن نذكّره.
وتعرف دوارج السودان مادة "حلّ يحلّ" في سياق آخر، ويقابلها في المعنى ربط يربط، وعقد يعقد، نقول: "ربط الحبل وحلّ الحبل". ويمكن للحقل الدلالي لمادة حلّ أن ينحو منحىً مجازياً، فيقولون: " فلان لا يربط ولا يحلّ" لمن لا يؤبه له ولا يوثق به في رأي أو مشورة، وقريب من ذلك أيضاً، استعمال حلّ للتعبير عن ذوبان مادّة في أخرى، في نحو: "الشاي حلّ"، وينتقل فيه الفعل حينئذ، من متعدٍّ إلى لازم، وأظن أن المغاربة يستعملون في هذا السياق مادة "طلق".
ويأتي استعمال مادة "فكّ يفكّ" في دوارج السودان، في مقابل ركّب يركّب"، يقولون فكّ المكنة (الآلة) وركّبها، وفكّ الجهاز وركّبه، وفكّ الشراع بعد أن كان مطويّاً. وسمعت البقارة يستعملون "ركّب" في سياق الطبخ والإنضاج، فيصفون الفول مثلاً، بأنه "مركّب"، أي مسلوق، وهو استعمال لا يخلو من طرافة.

د. مصطفى أحمد علي،
الرباط، أبريل ٢٠٢٢م.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى