محمد محمود غدية - طاووس ورق

بعد المعاش ووفاة أم أولاده، إكتشف مرارة الغياب والوحدة، فقرر القراءة فى البداية كان يقرأ كل شيء، ومع تنوع القراءة إكتشف سحرا فى الرواية، التى تشده من الغلاف للغلاف، فعشقها ولم يعد يقرأ غيرها، كما وجد براحا متسعا وقتل للوقت، فى نوادى الأدب، كل من حوله إما كتاب أو نقاد فى شتى مجالات الأدب، مابين روائي وشاعر وقاص، داهمته فكرة أن يكون كاتب، فكتب القصص القصيرة والشعر، لابأس أن تكون الكتابات متواضعة، كقوله فى الشعر : النهار نهار / والليل ليل / والأرض فيها الماء والأشجار
المطابع دورها تطبع لا تهمها مادة الكتاب، وإنما كم تكسب فى طباعته ؟
يحمل كل يوم بعض من مؤلفاته، منتفخا مزهوا طارحا مسمى وظيفى من إختياره ( الكاتب ) الكتب بالنسبة له كروت تعارف تحمل إسمه فقط يوزعها فى النوادى والعيادات والبنوك
وغيرها،
فى النادى وجدها تقرأ إقترب منها أهداها كتبه، شكرته طلب رؤيتها فى الغد، جاء الغد ولم تأتى،
لايختار سوى الصغيرات اللاتى فى سن بناته، أعطاها مؤلفه وطلب رؤيتها بعد أن بين لها كم راقت له، جاء الغد بمفاجأة، خطيب الفتاة ومعه الكتاب يرده بلباقة للكاتب، وتتوالى المفاجآت أو صدمات الطاووس المزين بريش من الورق، فى أخرى أهداها ثلاثة من مؤلفاته مع رقم هاتفه لتخبره رأيها فيما كتبه، كل يوم فى النادى يسألها الرأي، ضاقت به وبأسئلته، حتى كان يوما، وجدها ترد مؤلفاته شاكرة،
مازال الطاووس يمشى منتفخا مزهوا،
تشيعه همسات رواد النادى والمنتديات الأدبية، فى إشارة إليه، الكاتب الفارغ من المضمون، والأشبه بطاووس من ورق .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى