محمد محمود غدية - فى معرض الكتاب.. قصة قصيرة

كولن ولسن كاتب بريطانى،
لا يكتفى بالقشرة الخارجية، يغوص داخل النفس البشرية، بمشرط جراح ماهر، يعرف دقائق النفس وآلامها،
كيف تقرأ له تلك الفتاة
التى لا يتجاوز عمرها الربع قرن ؟
إنه وهو الأكبر سنا، يجد صعوبة بالغة فى قراءته، ملامحها تفتقر للجمال، لكنها تتسم بذوق رفيع وتناسق رقيق فى ملابسها، حسنا فعلت حين أخفت مساحة كبيرة من وجهها خلف نظارة كبيرة، يبدو أنها واثقة من نفسها، والنظارة إتقاء لحرارة الشمس لا أكثر، إقترب منها مشيرا الى الكتاب الذى تقلب فى صفحاته، وعنوانه القفص الزجاجى ليسألها :
إن كانت قرأت له مؤلفات أخرى
- فأجابت نعم اللامنتمى،
الشمس تتعامد فوق رؤوس زوار معرض الكتاب
- قبلت دعوته على فنجان شاى، ثلاثينى أدهشها قوله : أن سبب عزوفه عن الزواج، أن اللاتى التقى بهن فارغات عقل، لاهم لهن سوى البحث عن عريس، بين إبتسامتها الواسعة حدثته عن بداية حبها للقراءة والتى بدأت من مجلات سمير وقطر الندى وكروان، ثم تدرجت لقراءات أوسع للعقاد وطه حسين ويوسف ادريس وغيرهما، من الكتاب الكبار،
كم بدت جميلة حين تكلمت، حلقت به فى عالم الجمال والدهشة، إنه أمام فتاة ليست عروسة ماريونيت تحركها آخر خطوط الموضة، غير مسرفة الأصباغ بوجهها الذى فى لون سنابل القمح، تشرق من وجنتيها الشمس، أشبه بوردة طبيعية لا صناعية،
لو هبطت عليه الآن فاتنة السينما العالمية مارلين مونرو لن يوليها أدنى اهتمام، فهو فى حضرة ملكة الكون المثقفة، الحديث بينهما تمدد وتشعب كشجر اللبلاب الذى عرج نحو الحب، والذى لم ترفضه بعد أن وضعت شرطا بسيطا لإستكمال هذا الحب
- قائلة : أنا كتاب صاغته المعرفة لا صنعة لى فيه، إذا استطعت قراءتى ملكتنى .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى