تغريد شاور - أمي شجرة ليمون.. قصة قصيرة

في العام الذي كانت تنجب فيه أمي مولودا ذكرا، كانت تنزوي زوجة عمي التي لم تنجب بعد الإ الاناث بعد أن تكون قد تعرضت لفصل الحكاية البالي المتوالي من القريبات والجارات اللواتي كن يلمزنها بالقول “من باب الحكي الك واسمعي يا جارة”،
فتجيبهن بوجهها الناشف وأسنانها الطويلة وخصلة شعرها قد تدلت بعصبية من تحت منديلها، كعلامة استفهام مرددة: “العدد في الليمون”!
فتصمت كل القريبات وينشغلن بصحون “الكراويه” المزينة بالمكسرات و جوز الهند!
كل الصحون كانت تفرغ وأولها صحن زوجة عمي، وليس حباً بالكراوية بل لأن الجارات قد أخبرنها بأكل أي شيء من بيت الولّادة أم الذكر، حتى تحبل بذكر مثلها.
كبرت أمي بسنوات وجيزة، إلى أن صارت شجرة ليمون، و فاقت ليموناتها عدد برتقالاتها، مما رجّح كفتها في بيت العائلة، و ظلت زوجة عمي بتسع برتقالات، إلى أن فجت رحمها حبة ليمون أخيرة أنستها عذابات القيل والقال، و أوقفها عن الحبل تماما فيما بعد!
ليمونات أمي حامضة، كأيام جاراتها العازبات، كبرت ونضجت الحموضة فيها، و طالت حموضتها أمي، فمهما حاولت أن تزيد ليموناتها حلاوة إلا أن الليمون يظل ليمونا!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى