عبد الأحد بودريقة - أوركستـرا سريــة

ما كنت أعرف ما الذي يجعل الطائر حزينا
اليوم جاء سرب وانتصبَ أمامي
هل يعلم أن لي حدائق ،وموسيقى ،
وعواصف من نار أهبط فيها ،فتنبعث الكلمات ؟
وأن لي فراغا يذبحني بالصمت
تأملت السرب ، والسرب يتملاني
فجأة ، والشَّمس تزحف إلى المغيب ، أطلق صرخات ، وطار
كل طائر حلق في اتجاه
هَل هو الوقت
أم هو ظلِّي الطالع من دهاليز النهر لم يعد يحتملني ؟
سأمنحك أيها الظل صمتي وأصابعي التي احترقت في نداء عشش في أمل الضوء
ووردة خبأتها في مقصبية القلب ،لم أعد أحتمل رؤية الشقوق على وجهها
هل هو الحب في هاوية الرمل ينحل ؟
إلى أي زاوية أخرى ستأخذني ؟
لا أثق بالريح ولابلسان الخوف
سأظل أحتفظ بالوردة ، بأصابعي وبكل أخطائي
ولكَ أن تسمَعني ، فقط
هذا البياض با ب لا مفتاح له
هذا الحبرلا يقود إلا إلَى مِطحنة التَّأويل
هذه الأيام لذة معلقة في فم القبر.أنا لا أفهم شيئا
أنا فقط ، تأسرني هذه الشّعلة التي تغيبني في الليل ،
وترعبني الكلمات التي لا تشطح، ولا تفتح النوافذ في بطنها
والقصيدة التي لا تنبت الفراغ في ضوئها
أنا فقط ،في هذا الليل أمضي وحيدا موغلا في السحاب
ولا يهمني أن تكون الموسيقى مطلية بمخيلة الموتى
الموتى الذين يأتون من شفة سراب تعجز فيه الكلمات
أو يهربون من الكتابة عن الحياة ويلجؤون إلى الضحك
أنا فقط ، أعبر وفي فمي ماء
أطير بجناح واحد وأفتّش عني في منطق الرماد
أنا فقط ،
أضيء السفر بختم الوهم لأغنيات الليل
من سنين وهويعدني بثلج من غياب
وأنا أعدّ صوري في أفق صمت لا أعرفه
قدري ما يتبقى من أثر المهاوي والرموز
في أشكال من سترة الحرف ، ونجوم شاردة تترك
الظلام مبللا بالضحك
جسدا في عزلة سابعة يعد أغنية شبيهة بسحابة ،
ثم يغريها ليشربها
صوتا من حمى مجهولة يأتي و يحيا فوق نضج الصمت
رائحة عرق متوحش لا تقاس باللغة
أصابع المحترقين والعازفين متوحدة بذاتها
قصائد حب تهرب جمالها الأخرس،و تشعل نارها على وردة الريح
شطحا يعجز، وسجنا من كلمات
صراخا كونيا من هواء ،ورغبة لا تسمعه إلا الأعماق
حبرا كثيرا ،وماء للنّسيان
عينين من وجع ،و" غيمة في سروال "
أوركسترا سرية ألتف في روحها
تبدأ من الحلم ،وتحمل في أحشائها المعول !
هكذا تشكلت ، وعشت أطل من شرفتها
سافرت ..وانطويت في السفر ،
صرت ظلالا ،وبدوت كأني أنا .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى