مصطفى حامد - قَصيدَةُ الغَزَلِ الأَخِيرة

ما عدتُ واثقةً بقلبكَ لم أعُد
ببريقِ حرفِكَ
أَو بصمتِكَ في القَصيدَةِ أَرتعِدْ
ماذا جَرى؟!
ولمن كتبتَ قَصيدةَ الغَزلِ الأخيرةِ ياتُرى؟!
القاعةُ الفيحَاءُ تَملأُهَا الحِسانُ
عُطُورُهنَّ
عُيونُهنْ
صَوَّبْنَ نحوَكَ كلَّ آهاتِ الوَله
ماذا جَرَى؟!
ماعادَ شَدوُكَ بالقصيدِ يَهزُّني
قد كنتُ سيدةَ القصيدةِ دائمًا أَخَبرتَنِي
وَوَعَدتَنِي
ستظلُّ عينِي وحدَها
هي ربةُ الأشعارِ مرفأُها الوحيدْ
وهمَسْتَ لي يكفيكَ عِطري
تغزلُ الأشواقَ منه لألفِ عامٍ أَو يزيدْ
غازلْ عُيوني كيفَ شِئتَ وأَنتَ تُلقِي بالقصِيدْ
واصمتْ جَميلًا
حين يُمطِرُكَ الحضُورُ
يُغازِلونَكَ بالورودْ
واسرقْ إليَّ كما تشاءُ النظرةَ الحَرَّى
وبسمتَكَ الوَدُودْ
ما عُدتُ أَشعُرُ مثلَمَا ..قد كنتُ بالفَرحِ الولِيدْ
وأَحسُّنِي يا شَاعِري قد خُنتَني
وأَحسُّ صورتَها تُعَربِدُ تحتَ مِعطفِكَ الجديدْ
أَنفَاسُها في نبضِ حَرفِكَ
لن يَراها غير نبَضِي يابليدْ
أنتَ الذي علَّمتَني
أَن أَشعُرَ الأنفاسَ تنبضُ
في الحُروفِ مِن البَعيدْ
أَوَقد نَسيتْ..حين امتزَجنَا واحدًا
والتفَّتِ الأجسادُ بالأرواحِ
بالنبضاتِ
بالآهاتِ
واشتعلَ الحريقْ؟
قد قلتَ لي
مَن لي سواكِ يهُزُّني؟
وكتبتَ آلافَ القصائدِ
في العُيونِ
وفي الخدودِ
وفي النهودِ
وفي الشفاهْ
وزرَعتَ حَرفكَ خنجرًا في لذَّتِي
من خُصلةِ الشَّعرِ الطويلِ
لأخمُص القدَمِ التي قبَّلتَها قُبَلَ الحياةْ
ياخيبةَ القلبِ الذي بالحِدْسِ يشقَى دائمًا
ماعُدتُ واثقةً بقلبيَ لم أَعُدْ
ببريقِ حَرفِكَ ..أَوبِصمتِكَ في القَصيدَةِ أَرتَعِدْ
ماذا جَرَى ...؟
ولمن كتبتَ
قَصيدةَ الغزلِ الأخيرةِ
ياتُرى؟!
  • Like
التفاعلات: مصطفى معروفي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى