د. مصطفى أحمد علي - فوعل يفوعل: من مظاهر تأثير البنية الصرفية في الحقل الدلالي

صيغ فوعل يفوعل، وفوعل يتفوعل، وفيها تُدرج الواو التي تسبقها ضمّةٌ ممالةٌ الى الفتح، بين فاء الفعل وعينه. وهي صيغة شائعة ومعروفة في دارجة السودان النيلي، وتأتي الأفعال منها غالباً في صيغة لازمة، وهي غالباً ما تنطوي على دلالات سلبية، وهي بذلك ممّا يدخل في باب تأثير البنية الصرفية في الحقل الدلالي، الذي تتّسم به اللهجة السودانية، في بعض تجلّياتها. ومن ذلك قولهم: كوبر، يكوبر، بمعنى المبالغة في تعظيم أمر هيّن؛ وقولهم: يتفولح، بمعنى إبداء المهارة الزائفة، ومن أقوالهم: جاء يتفولح، خلّى ضقلها يتلولح..
ومما يندرج تحت هذه الصيغة: شوبر، يتشوبر، بمعنى أن يدخل فيما لا يعنيه؛ وعولق، يعولق ويتعولق، بمعنى التشويه وتغيير الخلقة؛ وشوطن، يشوطن، بمعنى أن يفقد عقله؛ ودوعل، يدوعل، بمعنى أفسد، يفسد( في تربية الأطفال خاصة)؛ وصوفن، يصوفن، بمعنى فسد يفسد( في وصف الطعام والحبوب خاصة)؛ وطوطح يطوطح، وهوزز يهوزز، بمعنى التأرجح والاهتزاز.
ومما ورد في هذه الصيغة، وجعله الراحل(الطيب صالح)، رحمه الله، عنواناً لأحد مقالاته: (البتفولح لك اتبوهم له)، في بيان أن يكون التغافل عن استغباء الغير عادة لكرام كبار القرية.
وقد وردت صيغة فوعل يفوعل في الفعل شولت يشولت، بمعنى أن يكثر من الذهاب والإياب دون قصدٍ ودون هدىً، وورد الفعل بهذا المعنى في أشعار (محمد الحسن سالم حميد)، في رسالة ست الدار بنت أحمد إلى الزين ود حامد:
غايته الليلة السقّا يشولت...
واطاة الله دي جت رشّاها..
ومما ورد على صيغة يتفوعل، قولهم: يتفوجج بمعنى يتباهى، وياتي مرادفاً ومقترناً بالفعل "يتفشخر" الوافد من الخليج، ومن مرادفاته أيضاً بوبر يتبوبر.

د. مصطفى أحمد علي،
الخرطوم، أكتوبر ٢٠٢١م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى