محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - الستره السوداء القديمة لأبي

الستره السوداء القديمة لأبي
لم تعد تخبئني عني
عندما تُداهمني اسأل الوجود
شاخ ابي
امطرت السماء (سيانيد زمني)
احرق وجهه
فظهرت التجاعيد
وكبرت انا
بلغت اكثر من الف نص وذاكرة
ولم تكتمل لي جملة مغازلة قط
كنت اتدحرج
في فضاءات من الوحدة
منذ إن راودتني اللغة عن قلمي
وجرت قميص النص
وانا ابحث عن قماش
قادر على اخفائي من سهام العزلة
وهرطقة الازدحام
اناي في الداخل تصطك
ترتجف
والعزلة تلتهم الخيالات الماجنة
والركن المنسي في الذاكرة
تورم
وإلتهب
ولم اجد طبيبا قادرا على بتره
وبلادي
فتحت مقاهي الموت على مصراعيها
فرقص الجنود
على جماجم الاحلام
البحر
استفز اليابسة ، وإتهمها بالتعري الكاذب
وبكت النوارس
شيخوخة الموج
والسماء خضبت يديها بالضوء
وإِن كان المساء يُقاتل يومياً لمحوها
والاشجار
توشمت بالاصفر الباهت
بعد إن غذاها الشتاء
فسقط الصفار ، كاوراق يابسة
وفحيح مُزعج
يأتي من اللامكان
حيث امي
كما اشتهي رؤيتها
يدها ناعمة ، لم ترهقها نيران المطبخ
و لطمات الخد المتواصلة
على خيول من الوقت
دهست رضيعها
اسمه (انا واخوتي )
والهواء حاد هنا
حين يكون التنفس محاصرا بسيارات الشرطة
يسألك (الكمين)
في ناصية الخوف
كم جرحاً تنفست
منذ إن امتحنت الكتابة
وانا افقد في كل نص عضواً
افقد اصبعاً
رمشاً
فتاةً
اليست فتياتنا هن اعضاؤنا التي نكشفها بفخر
دون إن يتهمنا احد
بالتعري
منذ إن إمتحنت الكتابة
نسيت كيف احيا
عندما يُحادثني والدي كيف انت
اجيبه
(النصوص تقتل الاصابع
وتصبغها بالبارود الابيض )
ابي يضحك
انا اكتب
الورق يشحذ خطوطه اكثر
مزيدا من الدم
والحب هو النصل الوحيد الذي
كلما حاولنا اخراجه
انغرز اكثر
و أرعب الموت بانياب من البكاء المزعج
العشاق لا يموتون حباً
الموت رفاهية
المُتعبون
من زندقة النصوص
والعاشق سكير
يتجول في ازقة الغباء
يتخيل
القبر فندقاً
الشجر ، بحر اخضر اللون والعصافير
الرصاصة
زهرة حديدية
نمت في فوهة نعش
الجندي
مُهرج في سرك السلطات
الصمت
حديث الجرح للجرح
الماء ، انطفاء الضوء في الجوف
عاشق
سجين ابدية المُخيلة
و كل الاشياء تقبل أكثر من تأويل

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى