أمل عمر إبراهيم - قابلتُ ملكَ الموت

في المقهى..
و قبل الظهيرة بقليل
قابلتُ ملك الموت..
كان يجلس على المقعد المقابل لمقعدي..
يرتدي سروالًا من الجينز و تيشيرت قطني ابيض مرسوم عليه قطة
أقسمُ بذلك
كان يحتسي "الكوفي لاتيه" و يتأمل مؤخرة أمرأة جميلة مرت مسرعة..
نظر تجاهي و ابتسم ..
و جفلت ُ ..
أرقتُ القهوة على ثوبي
جمعت اشيائي و هممتُ بالرحيل
إاقترب مني ملك الموت ..
همس : لا تخافي
فأنا إعتزلتُ المهنة منذ شهور ياجميلة
لقد سئمتُ الجنازات
دق أجراس النهايات
سئمت الحُزن،ارسمه على الوجوه
و نظرات الترجي الأخيرة ..
أخذ ارواح البشر شئ كريه
كما بعت منجلي الشهير
و ثوب العمل..
بعتهم لقوم مثلكم
و ها هُم يقومون بالمهمة على اكمل وجه..
انا الآن متفرغا للتجول في المقاهي و مغازلة الحسان
لعزف الڤيولا في الأمسيات
اكتبُ كتاباً و أهتمُ بحديقة خلفية و كلب..
و كل ثلاثاء اذهب لطبيبي النفسي
احاول التخلص من كوابيسي ..
دائما أحلمُ بمن سلبت ارواحهم يصرخون
يطاردونني،
يريدون استرداد أحبائهم ..
بيوتهم و اغنياتهم
و هذا ليس من شأني كما تعلمين ..

شكرته
تمنيت له حظا سعيداً
عاد ملك الموت لمقعده و انشغل بمؤخرة إمرأة أخرى ، و عدت أنا لبيتي ..
اخبرت زوجي بانني قابلت ملك الموت..
و بأنه لطيف و مسالم و يقرأ ُالشعر..
بهدوء اخذني للفراش
احكم من حولي الغطاء و صنع لي كوب حليب دافئ

و اتصل بالطبيب..
.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى