محمد أحمد شمروخ - بنات صغيرات

البيت القديم المشقوق نصفين المسكون بالعصافير. الشارع الضيق الكئيب. والصغيرات تلعبن بالعروس القماش. ولفاحات الحر تؤجج العقل. تزيد الرطوبه. العرق النازف على الوجوه . وفقر الحال ينادى على عتبات الصباح. العوده بانكسارات النهار. ماذا يفعلون والشتاء قادم والصغيرات ظهرت على صدورهن حبات الرمان الصغيره؟ لم يكنّ يخجلن منها ويتوارين، ولكنهن يلعبن يجرين يسبقن الحزن الساكن فى الدروب فى اصوات العصافير العائده الى أعشاشها ساعه القيلوله.
جمعن البنات الصغيرات الواحده تلو الاخرى. أدخلنهن البيت القديم. أغلقن الباب بالمزلاج الخشبى الكبير. مظلم هو المكان. في آخر البيت وجدوا القابله جالسه بلباسها الاسود. أساورها الرخيصه. أسنانها الصفراء بفعل الشاى والتبغ الممصوص. تبصق على الارض. السيدات الواقفات امسكن اول البنات. صرخت. رفعن لها الثوب حتى ظهر الجزء البارز. أخرجت القابله الشفره الصدئه لتنهال تقطيعا.. تمزيقا. تتساقط قطرات الدم. تتابع. تسيل على الافخاد الصغيره. نحن أطفال الشارع الذكور امام البيت نسمع الصراخ. الرجاء. والشفره تهوى على البروز. أخيرا فتحوا الباب. اندفعنا جريا للداخل لنرى التراب الرطب المختلط بالدم والشفرات الملقاه على الارض عليها اثار الدم.
تخرج القابله بكلماتها الجنسيه البذيئة. خلفها النساء المتشحات بالسواد الابدي. البنات نائمات علي الارض. يقطر من عيونهن الالم والرعب . . . من يومها لم تلعب الفتيات بالشارع الضيق. مزقن العروس القماش. هجرت العصافير المكان. البيت اغَُلق. حتي سكانه هاجروا للشمال. هربوا ذات صيف تاركين لنا الشارع . اغلقت عائلات البنات ابوابها. لم تخرج الفتيات لتمر سنين السكات. كبرت البنات. صرن جميلات خلف اسوار البيوت. من سيقطف الرمان الساكن علي الصدر؟ من يداعب الحلم؟ يجري الدم. تعلن الرجولة طلقات الرصاص المبتهجة. تطير العصافير النائمة علي قمم النخيل. المزمار البلدي يمزق حرارة الجو. العصي تتقابل في الهواء بأذرع الرجال القابضين علي شرف القوم. جميلة هي العروس بثوبها الابيض. ادخلوه الغرفة عليها. دخل. قاومت. صرخت. رأت القابلة بالشفرة الحادة وظلام البيت. لم تكف عن الصراخ. وضعت يدها بكل قوتها علي الجزء المبتور. ضاق البيت بالعريس. نظرات الاصدقاء. الرجولة المتعطلة . ليلاً احضروا لها القابلة. واقف هو يشاهد النساء حول عروسه. يدسن عليها. تدخل القابلة اصبعها ... لتمزق ما تبقي من غشاء براءتها. لتدخل في غيابات الصمت. علي مشارف الموت تصارع.
البيت القديم الساكن في العقل. والزوج المغلوب راجعا للوراء ممسكاً بالفأس لينهال ضرباً علي البوابة القديمة والبيت . جري للداخل. وضع يديه علي اذنيه. تمايل. وقع علي الارض. صراخ البنات الصغيرات مازال يدوي بجانبات البيت .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى