أمل عمر إبراهيم - في أثناء سقوطي!!

في أثناء سقوطي..
و كرغبة شرعية أخيرة لمحكومٍ عليه بالإعدام سقوطاً..
قررتُ إشعال سيجارة ..
لكن لم أستطع أن أحدد
أين شفاهي من إتجاه الريح لأضبُطَ عود الثقاب و أشعل السيجارة

فعدلت عن رأيي و قررتُ إرسال رسالة..
لأخبره كم أني أحبه
كم كنت حزينة و انا أراه يتسرب من بين أصابع امنياتي كالتراب ..
لكن تذكرت
بأنّي قد نسيت هاتفي قرب صوته..
صوته الملتاع في أوج حنينه
ينادني و للمرة الأخيرة..

في أثناء سقوطي
إشتهيتُ كأساً من نبيذ..
لكن لم يكن هناك كأساً أو نبيذا أو قصيدة..
إضافةً الى أن المحكوم عليهم بالاعدام سقوطاً، عليهم الذهاب لحتفهم و هم في كامل الوعي و كامل الحزن ..

في أثناء سقوطي
أردتُ تصفيف شعري على طريقة مارلين مونرو،
أن ألونه بالأشقر ،رُغم عدم اتساق الأشقر مع سمرتي و ضفائري..
أردتُ إرتداء أحدى احذية ليدي غاغا
أن أسيرُ بحذائها المجنون في الهواء نحو المحطة الأخيرة لسقوطي ..
لكن و للأسف
لا حرّاس يقفون على أبوابِ زنازين الريح
ليسألوا عن الأمنيات الاخيرة..

في أثناء سقوطي
صادفتُ كثيرين في طريقهم للقاع مثلي..
رأيت اثنين يتعانقان
و أمرأة تسرح شعرها
رجلًا يغني
و آخر لوّحَ بالسلام
جميعهم كانو حَزَانى..
يحملون على ظهورهم بقجاً صغيرة من أحلامٍ و من رماد..

رغم إني كنت أهوي نحو حتفي
كان بمقدوري أن أمد يدي و ألمس السماء..
أن أتناولُ ابريق ماء و اسقي شجرة تحت نافذتي البعيدة..
و كان باستطاعتي تقبيل حبيبي ..

و في المسافة مابين قفزي وسقوطي ..فهمتُ كل شئ
بأنهم جميعهم كذابون..
الانبياء و الرؤساء و الجيران و معلمو المدارس

و أحيانًا الامهات..

و سيكتبون في التقرير النهائي
حالة انتحار
بأنها كانت تعاني من اضطرابات نفسية..
كانت تكتب الشعر و تعشق القمر ..

هيا ..
تأملوني يا من تقرأون القصيدة
أنا الغائب المستقبلي في طريقه للزوال ..
بعد قليل..
سأكون رقما في سجل الميتين
أو الضائعين..
سيرة ذاتية تسقطُ سهواً من درج الزمن ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى