مصطفى معروفي - مواعظ الريح

خبأت نكتة ومِعْولا بريئا
سوف ألقي بهما في حفلةٍ
سأضحك الجمهور
ثم أعتلي الرياح
كي أزوّج المعول من قذالها
أنت طريق ناضج
والبرق يبني فيه برهة الرماد
إذ عليك كان أن لا تنثني
أن لا تكون غير آبهٍ بجدولٍ مضى
ينسى اتئاده ويكنز المواقيتَ
على ضفته المثلى
لماذا كنت ترشف المكان
راكبا دهرا أليفا كالخيولِ؟
إنها مواعظ الريح
أتينا بابها لكنها أغضت
فأبنا حينها بشجر مبتهج ساعدنا
في حمل ريبنا الجليل...
ربما كنتُ أرى
دجاجة عنونت الحوش بريشها
تبسمت لكتكوت حرونٍ
واستدارت نحو ديك شرس
ترسل شكها إليه...
عندما رسمتُ قلعةً
وفوقها أهرقتُ دينارا مليحا
قلتَ لي:
"ياصاحبي
إن الذي رسمته زلزلةٌ"
وسرتَ لا تلوي على ظلك
وسْطَ العتبات والسواقي والعذوق المقفلةْ
اليوم من نافذتي
شاهدت طينا خافقا
وحوله يجلس كرَّاثٌ ويهذي
حوله كان طريق ينتقي أقدامَ عابريه
ثم يرتقي بالطير مولدا ومنشأً
وتشجيعا لسربه الرتيب...
لانحناء القوس مذهبٌ سويّ
تخلع السهوبُ ثوبها به
للماء هاجسٌ
يفيض هكذا طفولةً ومشتهى
وينطوي على هباء دائري.
......
مسك الختام:
لم يـــعـــد يغـــــري ناقـتي إدلاجُ
و طريقي استولى عليها اعوجاجُ
و غدا شـــعــري في العروبة لحنا
ليس يعــــرو النفوسَ منه ابتهاجُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى