عبدالمنعم الحسني - التصوير بين العدسة والفرشاة مرحلة ما قبل الصورة الالكترونية

يهدف هذا المقال الى توضيح العلاقة بين فن التصوير الفوتوغرافي وفني الرسم والتصوير الزيتي. كما يجادل المقال في ان عدسة المصور الفوتوغرافي وفرشاة الرسام ما هما إلا مجرد أدوات النقل وسائل فنية عبر لوحات مختلفة ومداوس متعددة.. وان فن التصوير الفوتوغرافي ليس فنا مستقلا وانما هو جزء مكمل لباقي الفنون التشكيلية الأخرى كالرسم والتصوير الزيتي والنحت.

ينقسم المقال البحثي الى جزءين أساسيين:الأول نظري والثاني تطبيقي عملي. حيث سيتم التحدث في الجزء الأول عن العلاقة التاريخية بين التصوير الفوتوغرافي ودخوله بقوة عالم الرسامين والمصورين ,وكيف تمت الاستفادة منه. بعد ذلك سيتناول المقال تطورات العلاقة بين هذا الفن الجديد وردود فعل الفنانين بين الرفض والقبول ,او بين استقلالية التصوير الفوتوغرافي او اندماجه مع الفنون الأخرى في لوحات مشتركة.. كل ذلك مع استعراض تطورات المدارس الفنية المختلفة ودخول التصوير الفوتوغرافي في كل الاتجاهات الفنية المختلفة من اول المحاكاة التقليدية لنقل الواقع الى احدث المدارس الفنية واكثرها عناية بالخيال كالسريالية.

اما الجزء الثاني ( الجانب التطبيقي العملي) فهو عبارة من لوحات فنية فوتوغرافية قام بها الباحث لدعم وجهة النطر القائمة في العلاقة بين الفنون المذكورة,

حدود الدراسة:
يناقش هذا المقال التصوير الفوتوغرافي بمعناه التقليدي، أي الصور المنتجة من آلة التصوير وغرفة التحميض والطبع ولا يتحدث عن التصوير الفوتوغرافي المنتج بالحاسب الآلي، او ما يطلق عليه – "الصور الإليكترونية" )Digital Images(. ان الأخير قلب كثيرا من الموازين وأوضح علاقات جديدة و طفرات ومناقشات في التصوير الفوتوغرافي ذاته, ومن ثم علاقته بالفنون التشكيلية الأخرى، فهو إذن يحتاج الى مقال بحثي آخر حتى يسترفى حقه من النقاش والمجادلة.

كما يتحدث هذا المقال عن الصورة الفوتوغرافية الفنية وليست الصورة الفوتوغرافية الوظيفية (مثل التصوير الطبي او التجاري او الصحفي) مع مراعاة صعوبة الفصل هنا، ذلك ان بعض الصور الوظيفية يمكن ان تكون فنية ابداعية في الوقت نفسه. ونقصد بالصور الفوتوغرافية الفنية تلك التي يراعي فيها صاحبها تقنيات الفن التشكيلي من حيث مقومات التشكيل والعناصر المعبرة عنه كالخط والمساحة والملمس ومراعاة النصب الفنية والإضاءة او التكرار والتنوع والتوازن وغيرها من العناصر التي تصيغ العمل الفني.

تحديد للمفاهيم:
يتعرض المقال لثلاثة مفاهيم ساسية: وهي التصوير الفوتوغرافي والرسم والتصوير. ونقصد بالتصوير الفوتوغرافي هنا عملية تشكيل صورة ما – عن طريق تفاعلات كيميائية – بالضوء او أي مادة مشعة أخرى على فيلم حساس ( 1).

اما الرسم وحده فهو التعبير او التشكيل بطريقة خطية.. بمعنى ان الرسام هنا يستخدم الخطوط وعلاقاتها لتحديد الأشكال المرسومة. والتصوير كفن تشكيلي فهو التعبير بخامة اللون. "فالفرق بين الرسم والتصوير ان الأول يعتمد على الخط واللون الواحد، اما الثاني فيعتمد على اكثر من لون و يركز على تلوين المساحات و توزيع الأضواء في ارجاء اللوحة" (2).

فالرسم هو الخطوط الأولية للفكرة التي تدور في مخيلة الفنان, فاذا ملأت الفراغات والمساحات بالألوان عندما يكون المنتج تصويرا. وحتى لا يتم الخلط بين التصوير بالآلة والتصوير بالفرشاة ستكون كلمة فوتوغرافي مسايرة للمفهوم الأول, بينما تستخدم كلمة تصوير لوحدها للدلالة على المفهوم الثاني.

العلاقة الجدلية :
شكل التصوير الفوتوغرافي وتطوراته المتلاحقة عاملا مهما في تطور الفن التشكيلي بشكل عام. ذلك انه لا يمكن دراسة تطور الفن عبر مراحله المختلفة دون ذكر اثر التصوير الفوتوغرافي في الرسم و الرسامين (3).

الغرفة االمظلمة )Camera Cbscura(:

بعد اكتشاف الغرفة المظلمة (4) ومن ثم ادخال العدسة البصرية اليها عن طريق كاردانو (Cardano ) عام 1550 استخدم الرسامون والمصورون الغرفة بشكل كبير(5). ذلك ان العدسة المضافة للغرفة المظلمة أدت الى مزيد من الوضوح والدقة

)Sharpness( للأشكال والأشخاص المرسومة. بل ان روادا في الفن التشكيلي مثل دافنشي ساهموا في تطوير شكل وحجم الغرفة العظمة. فالتصوير الفوتوغرافي -كما ذكرنا في مقال سابق (6)- خرج من رحم الفن التشكيلي وجاء ليساعد الرسامين والمصورين في أداء عملهم.. فكان بداية أداة مساعدة للتحديد والدقة في رسم الأشكال. (شكل: 1).

ساعات من التعريض الضوئي. بعد ذلك وفي الثلاثينيات من القرن التاسع عشر تم اكتشاف النموذج الدايجيري في توضيح الصورة ومن ثم جهود فركس تالبوت في اكتشاف الصور السلبية (Negatives) والذي كان بمثابة الرحم الذي تتوالد منه الصور المطبوعة فأصبحت بذلك آلة التصوير الفوتوغرافي ليست مجرد جهاز مساعد للرسام و إنما أداة مستقلة بذاتها تنته هي الأخرى – حالها حال الفرشاة – لوحات فنية. فكانت ميزة التصوير الفوتوغرافي ليست فقط تحديد الأشكال وإنتاج العمل الواحد مرة واحدة وإنما يمكن النسخ من الصور السلبية ( Nagatives) لإنتاج صور أخرى متعددة لنفس الموضوع.

وما ان حل النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى تمكن التصوير الفوتوغرافي من اخذ مكانه بين الفنون التشكيلية الأخرى في صالات العرض الكبرى خاصة في بريطانيا وفرنسا.. حيث تم عرض الصور الفوتوغرافية في كبريات المعارض الدولية. كما ظهرت انتقادات كثيرة حول استخدام الوسيلة الجديدة في الفن وكثر الحديث حول العلاقة بين الرسم والتصوير و التصوير الفوتوغرافي.. او بين انتاج اللوحة ميكانيكيا او بالفرشاة. شدة المنافسة هذه جعلت الليدي ايستلاك (Eastlake) زوجة مدير المتحف الوطني للفن بلندن تقول في عام 1850"مات فن الرسم اعتبارا من اليوم (7).

بداية الاختلاف:

من منا اختلفت وجهات النظر حول فن التصوير الفوتوغرافي من الرسامين والمصورين فها هو صديق الأمس (فكرة الصندوق العظم ) يراه البعض شبحا جديدا قادما ليزعزع تلك المكانة الراسخة لفني الرسم والتصوير قبل اكتشاف التصوير الفوتوغرافي بزمن. وكأي مجهول قادم استقبله البعض بالرفض واستمر فى التعبير عن أفكاره ورسوماته بأدواته التقليدية البسيطة (الفرشاة والأقلام والألواح). بينما رحب به البعض الآخر إذ وجدوا في هذا الفن الجديد القدرة على نقل المشاهد بحرفية وتقنية تتحدى ريشة أي فنان بارع. حيث يستطيع فن التصوير الفوتوغرافي التقاط المناظر الطبيعية (Landscapes) او تصوير الأشخاص والنماذج (Models ) كما هو في الأصل. طرف ثالث من الفنانين استخدم الصور الفوتوغرافية للأشخاص والمناظر للاسترشاد بها في صوره ورسوماته, فبدلا من ان يقعد الشخص المراد تصويره ساعات طوالا أمامه اصبح بالإمكان رسم الأشخاص من خلال صورهم الفوتوغرافية. (شكل: 2).

بداية الصعوبات:
ظهور فن التصوير الفوتوغرافي كمنافس للرسم والتصوير لم يكن خاليا من العقبات و المشاكل خاصة مع محدودية الإمكانات التقنية في ذلك الوقت (منتصف القرن التاسع عشر). من الصعوبات التقنية التي واجهت التصوير الفوتوغرافي في بدايته الوقت الطويل الذي كان يستغرقه الفنان في التقاط صوره. يرجع ذلك لطول نسبة التعريض اللازمة للالتقاط. فمصورو الأشخاص مثلا كانوا يلزمونهم بالوقوف طويلا امام آلة التصوير دون حراك, ذلك ان أية حركة ستؤثر على الصورة. ومصورو الطبيعة كذلك كانوا يضطرون لضبط الحركة طويلا لنفس المشكلة. هذه المشكلة (طول وقت التعريض ) كانت تسبب إزعاجا لمصوري المناظر الخارجية كذلك(Outdoor photographers) وذلك لصعوبة ضبط ايقاع الناس في الخارج، ذلك ان الحركة في المشهد تؤثر على اللوحة التي يريدها الفنان مما يضطره لإعادة التقاط الصورة. فالوسيلة هنا آلة ميكانيكية هي التي تضبط وقت التعريض وليست فرشاة مرنة بيد الفنان. كما ان ضوء السماء كان قويا ولم يكن يوجد ما يقلل هذه الإضاءة في ذلك الوقت, لذلك كان يلجأ الكثير من المصورين الفوتوغرافيين الى تحديد مساحات ضئيلة جدا للسماء، او تصويرها على حافة الصورة. بالإضافة الى ان التصويرالفوتوغرافى بدأ بالأبيض والأسود واستمر كذلك حتى الثلاثينيات من القرن العشرين ولم يتم تداوله بشكل كبير إلا بعد منتصف القرن نفسه. كل هذه العقبات والصعوبات كانت لصالح فنى الرسم والتصوير في ذلك الوقت. لكن هناك نقطة جديرة بالذكر وهي زيادة شعبية التصوير الفوتوغرافي خاصة بعد ظهور آلات فوتوغرافية صغيرة وسهلة الحمل مع نهايات القرن التاسع عشر، فأصبح التصوير الفوتوغرافي مشاعا لكثير من الناس وليس حكرا فقط على الفنانين. فأحدث بذلك فن التصوير الفوتوغرافي نقلة نوعية في الفن التشكيلى فزادت صور المناسبات والأعراس والمواليد، كل ذلك جعل الفنانين يفكرون في إبداع مجالات واتجاهات أخرى في الفن (9).

مواجهة الصعوبات التقنية:
مع بداية القرن العشرين تطور فن التصوير الفوتوغرافي تطورا مذهلا، فاستطاع بذلك التغلب على كل المشاكل السابقة سواء بزيادة حساسية الأفلام واختلاف أنواعها وأغراضها، او بالتطورات التي اشتملت عليها العدسات البصرية في آلات التصوير وفتحاتها وأشكالها وانواعها. التطورات شملت كذلك آلات التصوير فتنوعت أشكالها وأحجامها وأوراق الطباعة وعمليات التحميض والطبع ( 10).

وبهذه الإمكانات استطاع فن التصوير الفوتوغرافي منافسة الرسامين والمصورين من أتباع المدرسة الكلاسيكية في تصوير الأشكال النموذجية للأشخاص بحيث يستطيع المصور الفوتوغرافي تصوير الشخصيات(portraits) وتحديد ملامحهم والفرص في اعماقهم مثلما نرى في اعمال يوسف كارش. كما استطاع كذلك ان يعبر عن المناظر الطبيعية الحالمة بدقة او يصور مشاهد عنف وقسوة الطبيعة (المدرسة الرومانسية ) مثلما نشاهد في اعمال انسل ادامز (Ansel Adams) (شكل: 3). كما عبرت الصورة الفوتوغرافية عن مشاهد حياتية يومية بواقعية شديدة. منافسة الصورة الفوتوغرافية المدارس الفنية التقليدية – كما يرى البعض – ( 11) جعلت الفنانين يفكرون باتجاهات جديدة. فقد كان التصوير الفوتوغرافي احد العوامل المهمة في تحديث الفن.

التصوير الفوتوغرافي والفن الحديث:
تطورت الفنون التشكيلية وظهرت مدارس فنية جديدة كالتنأثيرية (الانطباعية ) والوحشية والتعبيرية نتيجة للتطور الفكري والعلمي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. كان الانطباعيون يعنون بتسجيل مشاهداتهم وانطباعاتهم في لحظات معينة من الزمن اعتمادا.على دراسة النتائج العلمية للألوان فكانت لوحاتهم تشرق بالألوان المتألقة (12). مع ظهور اللون في الصورة الفوتوغرافية, استطاع فن التصوير الفوتوغرافي نقل مشاهد متألقة بالألوان واصبح من السهل التحكم في المادة اللونية المنتجة سواء عن طريق الآلة او أثناء التحميض والطبع. كما ظهرت المرشحات الملونة (Filters) لتعميق الوان معينة مثل زرقة السماء أو مزج عدد من الألوان في لوحة واحدة او إبراز الوان وجعلها صارخة اكثر من غيرها.

جاءت الصورة الفوتوغرافية كذلك لتجسد التعابير الإنسانية (التعبيرية ) والأحاسيس النفسية بشكل كبير مستفيدة من الإمكانات التقنية في هذا الفن حيث يمكن للفنان ان يتحكم بالآلة في رسم خطوط متعرجة مثلا او إضافة لمسات تعبيرية على الوجوه او الأجسام المصورة (بفتح الواو).

من جانب آخر استفادت المدارس الفنية الأكثر حداثة كالتكعيبية والتجريدية والسريالية من تقنيات التصوير الفوتوغرافي. حيث يمكن للمصور الفوتوغرافي رسم وتلوين لوحاته بعدسته من خلال التحكم في المساحات والأشكال الهندسية والخطوط. يمكن ذلك بطرق مختلفة سواء كانت الصورة بالأبيض والأسود او ملونة او دمج صورة بالأبيض والأسود في صورة ملونة لتكونا في صورة واحدة. بل إن فنانين مثل بيكاسو استفادوا من الصورة الفوتوغرافية في تشكيل لوحاتهم (انظر شكلي: 4و5).

كما للصورة الفوتوغرافية القدرة على تبسيط الأشكال بخطوط ومساحات مجردة بعيدة عن تمثيل الأشياء كما هي في الواقع سواء من حيث الشكل او اللون (شكل: 6).

بل وحتى السريالية التي تعتمد بصورة كبيرة على نظريات التحليل النفسي حيث تأخذ أشكالها من الواقع لتعيد بعد ذلك تجميعها بأسلوب غير واقعي(13) مثلما نرى في لوحات سلفادور دالي وميرو، يستطيع المصور الفوتوغرافي بأدواته البسيطة اقتحام هذه الأجواء وتصوير الأحلام كما كان يقول مان ري(Man Ray) (14) كان مان ري(Man Ray) و هلسمان (Halsman) و ناش(Nash) وغيرهم من كبار المجددين في التصوير الفوتوغرافي وابعاد الأخير عن مجرد النمطية والتقليدية في محاكاة الواقع دون تغيير (شكل: 7).

إن كثيرا من الرسامين والمصورين من اصحاب المدارس الحديثة استفادوا من تقنيات التصوير الفوتوغرافي في تنفيذ أعمالهم مثل لوحة "فتاة تنزل السلالم" لمارسيل دي شامب(Marcel Duchamp ) التي اعتمدت أسلوب تعدد اللقطات في الكادر الواحد (شكل: 8)

وفى فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى استخدم عدد من الفنانين السرياليين واصحاب المدرسة الدادية من امثال ماك بين(Mc Bean) و بلهام(Pulham) الصور الفوتوغرافية في اعمالهم بطرق مختلفة كالمونتاج والكولاج (15) (شكل:9).

(كولاج فوتوغرافي بعنوان "المغمورون" الكرانز(1931) (Kranz)

المصدر: نفسه, ص: 269

الجزء الثاني:
بعد استعراض الإطار النظري للدراسة, يتطرق هذا الجزء الى عرض بعض الصور الفوتوغرافية كمشروع قام به الباحث للدلالة على إمكانات التصوير الفوتوغرافي كأداة لممارسة العمل الفني. تتوزع هذه الأعمال في عشرة نماذج حسب اتجاهات الفن التسكيلي التقليدية والحديثة. تجدر الإشارة هنا الى ان كل الصور المعروضة لم يتم معالجتها إليكترونيا ولم يتدخل الحاسب الآلي ببرامجه في انتاجها. كما لم يتم استخدام أي مرشح (Filter) في صياغة الأعمال المعروضة وانما هي فقط نتاج آلة التصوير اليدوية التقليدية.

تستطيع آلة التصوير رسم ملامح الأشخاص بدقة متناهية (شكل: أ) (نموذج: 1)

لآلة التصوير القدرة على محاكاة الواقع ورسم المناظر الطبيعية بشكل واضح. (شكل: أ) (شكل: ب ) (نموذج: 3) ساعدت آلة التصوير الرسامين في تجميد لحظات تمر سريعة قد لا تلحظ بالعين المجردة أو صعب الاقتراب منها مثل حركات الحيوانات و الطيور.

(شكل: ج) (نموذج: 4)

كما عبرت الصورة الفوتوغرافية عن المناظر الطبيعية, فهي كذلك لها القدرة في الرجوع الى الواقع و تشكيل تفاصيل حياتية يومية.

(شكل: د) (نموذج: 5)

لآلة التصوير القدرة على اقتناص لحظات لونية متألقة ومختلفة حسب الطبيعة الفيزيائية للألوان. (شكل:هـ) (نموذج: 6)

كثيرا ما تعبر آلة التصوير عن الانفعالات أو الأحاسيس سواء بتشكيل هذه الانفعالات على الوجوه أو باستخدام رموز دلالية. (شكل: ح ) (نموذج: 7)

استفاد فن الرسم و التصوير من التصوير الفوتوغرافي قدرة الأخير في اظهار تدرجات الأشياء والأشكال أو ما يسمى باللقطات المتتابعة. (شكل: ط ) (نموذج.8)

لفن التصوير الفوتوغرافي قدرة كبيرة على تحديد مسارات خطية أو أشكال هندسية. (شكل: ي) (نموذج: 9)

تمتطين الصورة الفوتوغرافية رسم أشكال تجريدية مختلفة باختلاف الرسائل الفنية التي تؤديها. (شكل: ك ) (نموذج: 10) يستطيع فن التصوير الفوتوغرافي أن يعبر عن أفكار وموضوعات بأساليب مختلفة كالكولاج أو دمج صورتين في صورة واحدة (Double Exposure) ) أستخدام أكثر من تقنية في عمل واحد كما هو في الصورة القادمة – حيث تم دمج صورة في البداية بعدها تم تعريض إضاءة على الصورة المنتجة مع إضافة عنصر حي (قبضة يد) لتشكل إطارا للعين فتعطي دلالات معينة. (شكل: أ) (شكل: ب ) (شكل: ج ) (شكل: د)

خاتمة:
تطرق هذا المقال الى العلاقة بين فنون التصوير الفوتوغرافي والرسم والتصوير. حيث بدأ التصوير الفوتوغرافي معينا للرسم في تحديد أشكاله وشخوصه. تطور بعدها ليصح منافسا لفني الرسم والتصوير الزيتي ليس فقط في نقل الأشياء مثلما هي في الواقع وإنما نافس بامكاناته التقنية وبإبداعات أصحابه الفنية اكثر المدارس التشكيلية عناية بالخيال كالسريالية.

كان ذلك الإطار النظري لهذه العلاقة بينما تناول الجزء الثاني من المقال عشرة نماذج عملية في محاولة تطبيقية من الباحث لإمكانات فن التصوير الفوتوغرافي بوسائله التقليدية البسيطة. بقي ان نذكر ان الإمكانات التقنية قد تساعد الفنان في تنفيذ أعماله لكن الأهم هي الإمكانات الفنية للفنان الذي يسيطر على أدواته فيسخرها لغايته لينتج في النهاية عملا فنيا، فليس مهما كيف ينتج العمل بالآلة ام الفرشاة ولكن المهم ان يكون فنا.

1-Thompson ,D. (1995)The Concise Oxford Dictionary 9th ed ,The Foremosty Authority on Current English, London , New York, Sydney and Toronto:BCA, p.10282

2- عمرو، ك. وغنيم, خ. (1993)، التربية الفنية, مسقط, وزارة التربية والتعليم, ص:36.

3-Coke V.,D.(1972) The Painter and the photograph, USA: University of New Mexico press,p.1

4- هناك جدل حول من اكتشفها.. للمزيد من التفاعيل انظر الحسنى, ع. (1995) "التصوير الضوئي آفاق الماضي.. ومؤشرات المستقبل, مجلة نزوى، العدد 4، سبتمبر، ص: 143

5- Coke,V., D., op.cit.,p.3

6- الحسني، ع. مرجع سابق, ص: 144

7- Brettell, R. (1999) Modern Art, 1851-1929,Oxford: Oxford Univerity press ,p. 76

9- للمزيد من التفاصيل انظر المرجع السابق ,ص:76- 77

10- Dixons World of Photography ,23 issues, London and Norwich:Eaglemoss Limited and Jarrold Printing ;Edward, M. (1994) The Complete Encyclopedia of Photography, London: Multimedia Books Limited

11- Brettell, R.,op.cit,p.47

12- عمرو,ك وغنيم ,خ , مرجع سابق ,ص:139

13- المرجع نفسه ,ص:155

14-& kciwdiS:nodnoL , rehpargotohP sa tsitrA ehT (2891) M..yeziav 17. p, noskcaJ

15-Coke ,V., D., op.cit ,p. 255

16- قدم الباحث 10 نماذج, اختيرت 5 منها لاعتبارات المساحة, والنماذج العشرة تؤكد ما ذهب اليه في مقالته (نزوى)


عبدالمنعم الحسني (باحث واكاديمي من سلطنة عمان)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى