عبدالعزيز فهمي - كي تنجو من وجهك النرسيسي

يجب إعادة كتابة "ممسوخ" كافكا
كل التوابل ملائمة في هذا الزمن
الصفحة جديدة
الأقلام خلاسية
كلُّ واحد منا يتجلى حسب الصورة
التي يرسمها له
الليل والنهار يتناوبان
لعبة الظلال
أبيض حين تشيب الأهداب
أسود حين تُكحِّل رموشَها الأحلام...
المرايا تقول ما لا تعكسه
لذا قد تكون اللوحة
تكعيبية على مزاج بيكاسو
طبيعية على هوى موني
فنطازية كخطوط راقصة في خلطات الشعيبية
حنائية ترتشف عطرها أنامل بلكاهية
سريالية يدغدغها شارب دالي
أو غرائبية كالنمنمات على جدران
"حلاق درب الفقراء...؟؟؟
كل اللوحات تَهَبُ ما تريده الأعين
لذا لابد من تدريب عينيك على الغور
في ما لا تراه
كي تفهم ما تقوله الألوان
في واحة الأسود والأبيض
ما ترسمه الأنوار في حدائق الظلمات
هي مسألة مزاج الريشة فقط
قد تعبث بها الريح
تتيه خارج الإطار
تتيه أكثر داخله
فتحتار أنتَ
بين ريشة حمامة
وريشة غراب
بين ريشة تعشق رسم الخدود
وأخرى تعشق رسم الأكف
مسافات تحدثها الصفعات
فكي تنجوَ من وجهك النرسيسي
عليك أنْ تتقبل صورتك الكاريكاتورية
حين تضحكُ عليك
وعليك أن تسأل
مَنْ هذا الأنا
يا أنا...؟؟؟
ربما تجدك فيك
لا في غيرك
أو تمحي في تجاويف تجاعيدك
فلا ترى
ما تراه...
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى