أحمد صبحى منصور - القاموس القرآنى : العمى ..يعمهون.

مقدمة
1 ـ عقيدة الوهابية مستمدة من أكثر المذاهب السنية تخلفا ، ومنها قولهم بأنه لا مجاز فى القرآن الكريم ، أى إن كل ألفاظ القرآن الكريم على حقيقتها بلا تشبيه ولا استعارة ولا كناية ، فإذا قال الله جل وعلا (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) ( الفتح 10 ) فإن لله جل وعلا يدا حقيقية، وإذا قال جل وعلا (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ) ( القمر 14 ) فإن سفينة نوح كانت تجرى ليس بعناية الرحمن ولكن بأعين الرحمن ،وإذا قال جل وعلا لموسى (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي )( طه 39 ) فقد صنعه على عينه الحقيقية، وإذا قال (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )( طه 5 )، فإنه جل وعلا يستوى أى يجلس على العرش كما يجلس أى ملك على العرش. بل تطرف السنيون فى جهلهم فصنعوا أحاديث تجعل الله ينزل الى السماء الدنيا ،ويطفىء بقدمه النار ويحمى الأولياء فى حديث ( من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب ..)إلى أن يقول البخارى راوى ذلك الحديث (القدسى الفاجر ) : (كنت عينه ..وكنت إذنه ..وكنت يده التى يبطش بها ) .
2 ـ ليس هذا مخالفا للغة العربية التى تقوم فصاحتها أساسا على المجاز ولكنه أيضا مخالف للقرآن الكريم الذى نزل بلسان عربى مبين ( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ )( الشعراء 192 : 195 ). بل إن القول بعدم وجود المجاز فى القرآن الكريم يجعلنا عاجزين عن فهم بعض آيات القرآن ، فكيف نفهم مثلا : (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ) ( الكهف 77) فهل يريد الجدار ان يقع ؟ أم إنها استعارة رائعة تؤكد ان الجدار كان على وشك السقوط ؟ ، كما لايمكن أن نفهم إفتتاحية بعض السور مثل النازعات والمرسلات والذاريات . المفجع أكثر إن القول بعدم وجود المجاز فى القرآن الكريم يجعل القرآن يناقض بعضه بعضا . مثلا يؤكد رب العزة فى آيتين هذه الحقيقة : (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) ( آل عمران 185)( الأنبياء 35 )، وهناك آيات تنسب مجازا أن لرب العزة نفسا مثل : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ )(آل عمران 28 ، 30 ) (كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ )(كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ )( الأنعام 12 ، 54). فهل نفس الرحمن تعنى الذات أم على حقيقتها ، وعندئذ ينطبق عليها أن تذوق الموت ؟ وهل يتفق هذا مع أنه جل وعلا هو الحى الذى لا يموت ؟:( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ)(الفرقان 58 ).
3 ـ الوهابيون هم طلاّب سلطة ولا يهمهم من الاسلام إلا استغلال إسمه العظيم فى الوصول للسلطة والاحتفاظ بها . لايهمهم حتى مراجعة أخطاء أئمتهم السابقين مهما بلغت إساءتهم للقرآن وللرحمن . وتستطيع عزيزى القارىء أن تتأكد بنفسك من هذا لو ناقشت أحد الوهابيين السلفيين فى موضوع المجاز واستعملت الحجج السابقة . سيكون بين أمرين : إما أن يكفر بالوهابية وإما أن يكفر بالاسلام . ولا يمكن الجمع بين الاسلام والوهابية كما لا يمكن الجمع بين الاسلام وبقية أديان المسلمين الأرضية من تشيع وتصوف .
4 ـ وحتى نخفف على القارىء نعيد الاستشهاد بهذه الرواية المعاصرة، وسبقت الاشارة اليها فى مبحث التأويل . الدكتور الحوفى كان من شيوخ اللغة العربية فى مصر، ومعلما لأجيال تخرجوا فى كلية دار العلوم ، وهى من أقدم الكليات فى مصر . ذهب بتعاقد الى السعودية ليعلم جيلا فيها أسرار اللغة العربية. دعاه الشيخ الضرير عبد العزيز بن باز الى لقاء ضم فقهاء وهابيين . وبدأ ابن باز يستعرض عقيدته الوهابية ليضع محاذير أمام الاستاذ الحوفى حتى لا ينال من عقائد الوهابية فى محاضراته ، وأهمها أنه لا مجاز فى القرآن الكريم . تعود ابن باز من الأساتذة المصريين المعارين فى المملكة أن يسمعوا وأن ينصتوا دون اعتراض ، ولم يكن هذا شأن من هو فى قامة الدكتور الحوفى . لذا بادر الحوفى الشيخ إبن باز بصفعة معنوية هائلة : إذا لم يكن فى القرآن مجاز فأنت فى النار لأن الله جل وعلا يقول :(وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً).!! المعنى ان ابن باز كان أعمى ضريرا لا يرى ، فلو كان مصطلح العمى فى القرآن لا يأتى إلا على الحقيقة فقط فالمعنى أن كل أعمى ضرير سيدخل النار ، ومن بينهم الشيخ ابن باز. ابن باز أفحمه ردّ الحوفى وشعر بحرج فقال للحوفى (لقد أفحمتنى ..ويلغى عقدك ) .!!
5 ـ مصطلح العمى يأتى فى القرآن الكريم على حقيقته ويأتى مجازا . ونعطى التفاصيل .
أولا : (العمى ) المادى بالاسلوب العلمى التقريرى يأتى فى التشريع وفى القصص.
1 ـ التشريع القرآنى يلتزم الاسلوب العلمى التقريرى دون مجاز ، وهذا هو شأن الكتابة القانونية المحكمة . ولفظ العمى جاء على حقيقته فى التشريع بمعنى العمى المادى فى تشريع الأعذار ، فى ناحيتين : التفاعل الاجتماعى الذى لا حرج فيه على الأعمى والأعرج والمريض : (لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)( النور:61)
وفى فريضة القتال : (لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً)الفتح:17)
2 ـ كما جاء أيضا فى القصص،فى سورة (عبس )حيث نقرأ عن أعمى ضرير لا يرى ويريد الهداية فعبس النبى فى وجهه :(أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى)عـبـس:2).
ثانيا : أكثرية استعمال مصطلح العمى ومشتقاته تأتى بمعنى الضلال وبالتناقض مع الهدى: كقوله جل وعلا :(وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)فصلت:17). ولأنها مواضع كثيرة فإننا نضع ملامحها فى الآتى :
1 ـ يأتى العمى بمعنى الضلال فى مقارنة بين الضال والمهتدى فالأعمى هو الضال والبصير هو المهتدى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ)(الأنعام:50)،( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ)هود:24)، (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ)الرعــد:16)،(أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)الرعــد:19) (وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ)(فاطر 19 )،(وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَا َتَذَكَّرُونَ)(غافر:58). وفى ضلال النفس والقلب (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(الحج:46).
2 ـ ولأن العمى يأتى بمعنى الضلال والبصر يأتى بمعنى الهداية فإن أحكام الهداية ترد فى هذا السياق، بمعنى أن الانسان له حرية المشيئة والاختيار بين الهدى (البصر المجازى) وبين الضلال (العمى المجازى ) ، لو إختار الهداية زاده الله جل وعلا هدى ، ولو إختار الضلال زاده جل وعلا ضلالا بأن يدعه للشيطان يزيده ضلالا ويزين له سوء عمله فيراه حسنا . وحتى لو قرأ القرآن وهو متمسك بضلاله فسيزداد بالقرآن ضلالا لأنه سيحاول التلاعب بآيات القرآن ينتقى ما يشاء ويتجاهل ما يشاء و يحرف المعانى تبعا لهواه . كررنا هذا كثيرا فى موضوعات الضلال والهدى وحرية الاختيار . ولكننا هنا سنعرض لها فى سياق الاستعمال المجازى لمصطلح العمى بمعنى الضلال ، على النحو التالى :
2/ 1 : من يريد الضلال يضله الله : يقول جل وعلا عن المنافقين الذين اختاروا الضلال وتمسكوا به : (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ ) ويقارن بينهم وبين من شاء الهداية فزاده الله جل وعلا هدى : ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ). ثم جاء استعمال العمى والصمم بمعنى الضلال فقال جل وعلا : (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)( محمد: 16 ، 17 ، 23).وقال جل وعلا عن اختيارهم الضلال والخداع والاستهزاء بالمؤمنين : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ ).النتيجة أن الله جل وعلا يزيدهم عمى (يعمهون )،أى يزدادون ضلالا :(اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (البقرة 8 :15).ويقول جل وعلا:(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ)( النمل :4) ،إختاروا ألّا يؤمنوا باليوم الآخر وما يتطلبه الايمان بلقاء الله جل وعلا من إيمان خالص وعمل صالح ، ولأنهم بدءوا بالضلال فقد زيّن الله جل وعلا لهم أعمالهم فانطلقوا فى حياتهم ضالين ( يعمهون ) أى من العمى .
2/2 :معنى إضلال الله جل وعلا لهم أن يذرهم فى ضلالهم بلا هداية طالما يرفضون الهداية ،ويأتى هنا استعمال الفعل ( يعمه ) من العمى ، ويستعمل ليدل على الجمع وليس مجرد الفرد ، يقول ربنا سبحانه وتعالى :(وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)(الأنعام:110)،(مَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (الأعراف:146).ويقول جل وعلا عن من لايؤمن بالآخرة :(فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)(يونس:11). ولو رحمهم الله جل وعلا فلن يزدادوا ألا ضلالا وطغيانا :(وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)( المؤمنون:75). وهم بضلالهم يدخلون على القرآن الكريم يتلاعبون به ويجعلونه عضين ،أى يتحول هدى القرآن الى ضلال للمشركين (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) (فصلت:44). من هنا فإن المؤمن بالقرآن عليه أن يتدبره حين يقرأ وأن ينصت اليه بتفكر حين يسمع ، وأن يتوب ويؤوب ويتعظ حين يوعظ بالقرآن ، وإلا صار ممن يعمهون من الصم البكم العمى الذين لا يعقلون : (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً)( الفرقان:73).
ثالثا : الأعمى (الضال ) فى الدنيا هو (أعمى ) أى ضال فى الآخرة :
فى الآخرة يتحول الضلال المعنوى الى نار حقيقية ويتحول العمى المعنوى الى ظلام وسواد ، وهذا ما نفهمه من قوله جل وعلا:(وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) (الإسراء:72).
أخيرا : ونعظ السلفيين الوهابيين بقوله جل وعلا : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ) ( طــه:124 : 127 ).
ودائما ..صدق الله العظيم .!!


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى