عبدالعزيز فهمي - كلنا نتكلم فقط...

لماذا لا يسألون...؟
شيء ما...
أخضر في الصباح،
أصفر في وسط النهار،
أحمر حين تغمض الشمس رموشها
بعد تعبٍ،
لا لون له في كل الأوقات
يُعِدُّ أنيابَه
ينهَشٌ الماءَ في الضباب
يحجُب البسمةَ التي تأتي بعد قُبلتك
الدمعة التي تُصاهِر فرحتي
الفكرة التي تركب كلمتك
هي قصيدتك
هي وجعي...
بين كل ناقص
وكل يبحث عن كله
مفازات تهابها الأرجل المكسرة
لأننا لا نعود من حيث أتينا
كما تقول حكايات الزمن
نحلم
كدودة القز
تتعرى كي تنسج حريرا
نتوهم
كالظلال التي تحارب العتمة
فلا تنتصر
لا بد للشمس أن تفتح عينها
في الليل كي تتأكد
لا بد أن تجدك
كي تسطع...
يقولون:
ستجزون كأكباش الفداء
حين تتعدد السكاكين العاشقة
من يغسل الخطيئة
لا ماء هنا
لا ماء هناك
الجو هاديء
الريح تجمع أنفاسها وراء الفراغ
تعصف بزغب الحقيقة الأبيض
وأظافر الشك المقلمة بإتقان
بماذا سنخدش خدود الكره...؟
بماذا نحُكُّ ظهرا مُثقلا بالهم...؟
هناك أغنية تبحث عن حنجرة
النايات أتعبتها الثقوب
لذا تبكي
وتنوح
الكلاب ترعى في الحقول
والحقول جافة
كجلد الجيفة اليابس...
يقولون:
عذبٌ هو الصمت
مالحٌ هو الكلام
يتعدى الشفاه فلا يفعل شيئا
ماذا سيفعل...؟
لا أحد يسمع
كلنا نتكلم
في بابل جديدة
بابل كثيرة
تصوغ بيان اللغة بدون أصوات
لغة مهشمة
كمرآة أدهشتها الوجوه الكاذبة
فتشتت
لماذا، إذن، يسألون
لا أحد يسمع...؟
لماذا يكتبون
لا أحد يقرأ...؟
فلماذا هذا النص
الذي لا ينقص همًا
لا يضيف حبورا ؟؟؟
أسأل فقط...
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى