خالد الدامون - هذا ما قاله لي...!

اندحرت سهولي من جغرافية الرؤية. قال لي .
كان بين القول والقول
يقيم هنيهة في صمته المتنهد.

قال لي: التضاريس والجبال الشاهقات
حفنة تراب
تغلي في دمي.

قال لي: الصمت في جوفي
شلال هادر
كاتم لأحزان الماء،
الكلام طلقة
شاردة في الصدر.

قال لي: الموت هل تعرفه؟
قبل أن أولد كان حياتي!

قال لي: الدمعة حين يذرفها مسامي
تقع سمادا لجسد آخر مثقل بالفرح سيأتي
سينبت من دمعي!

قال لي: الفراغ ممتلئ بجماجم النجوم
وأوهامي،
المدى وردة في جيبي!

قال لي: دعني أسترد نفسي..
القول عندي..طريق طويل وعر المسالك.

قال لي: لا تقاطعني،إن قطعت الحبل السري للنص نصفين
ثلاثة..عشرة..
القلب قطع من النبض!

قال لي: سأستريح طويلا
لا توقظ تعبي!

بعد غفوة مالت برأسه
جهة الرعشة ،
أيقضه ألم في الجبهة ،
نظر للسماء نظرة
ونط بالسؤال في وجهي ، هل تعرفني؟

قلت في وجل جلي:
أنت.. أنت مني!
تقولني متقطعا
كنزف الجسد والروح والأشياء!

قال لي: أنا الراعي
عدت منهزما أمس من معركة الرؤيا
اعترتني غلالة الغشاوة
وتاه عني يدي وعكازي وسرب الغنم ..
كل مارأيت لا يكفي..
المراعي جرداء في قبضة الريح
إسمنت يهب في وجهي
يسد ثقب الناي في قلبي
التقاسيم أضغاث أحلام!

أنا الراعي عدت منهزما بدون شارة نصر الطير
أعشاب الروح بدون روح!
وفواكه القلب بدون قلب!
دون ثياب...كما خلقتني الصدف جئت
كما لفظتني الخرائط المنكوبة مشيت
داخل رأسي ترانيم ناقوس مذهب
كان يطوق عنق الطريق إلى الحضيرة..
غثاء نعجة مدللة أناديها " أنيسة"
تارة " دعابة" أو" مجاز "!
غثاء يا صديقي
كان كل الميراث!

قال لي: أنا
ا
ل
ر
ا
ع
ي

وافترش الأسى
جلس يندب الرؤيا
من قرابه سل كسرة خبز نيئة .

قال لي: وهو يجلو بكسرته على العين قرص الشمس
هل تفهم الأعالي المعاني؟
كسرتي
معجونة بعرق الحمى
ويد تنزف!
في مخيلتي
تارة يرقص كأس شاي دافئ
وتارة أخرى كأس حليب ووطن!

------------------------------------

* خالد الدامون.

----------------------------------

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى