ماماس أمرير - كيف لامرأة مثلي

عمّان/ 2014

هل يمكن لامرأة مثلي أن تواجه كل هذا الألم وتمضي دون أن يتفتت داخلها ويتحول إلى رماد وكتل من حزن، كم كنتُ أتمنى أن أنسى كل شيء ولا أذكر تاريخي المبعثر، تاريخي الجاهز سلفاً قبل حتى أن أولد...
قدري أن أكون هكذا: قلب متعب وروح مكبلة تتوق إلى الإنعتاق من هذا الجرح الذي يحتل ذاكرتي.
ما زالت ذاكرتي تتعبني، ما زال يسكن أعماقي بقدر يوازي آلامي، ما أزال أذكر أول لحظة وآخر دمعة..
ما أزال أذكر آخر الوجع وأول شيء لفت انتباهي:
تفاصيل الإغراء التي يحرص على العناية بها
قميصه بأزرار مفتوحة على الكلام ...
عنقه، تتدلى منه سلسلة ذهبية تبرز مفاتن صدره وغابة رجولته لتبدو أكثر إثارة.
قربي منه أكثر
صدماتي
تفاصيل الحياة البليدة
كيف كان رخوا وسطحيا.
كيف تحولت اللمسات الفنية إلى مجرد إحساس بليد لتغطية مساحة كبيرة من الدمار والإفلاس...
كان يجب أن يكون أكثر لطفاً وشجاعة وضميرا، كان يجب عليه أن يتجنب كل ما من شأنه أن يحاصر علاقتنا ويكيل لها الكثير من المفاهيم الخاطئة ويقوّضها.
أن لا يترك الأحلام تنهار وتتشرد بيننا...
لكن، كل ما فعله أنه كان يمدني بنظرة أسفٍ بالغٍ وينتظر بكلّ وقاحة أن أتفهم ذلك.
حاولتُ كثيرا أن أتفرس في روحه لعلي أجد ألما إنسانيا مشتركا، لكنني كلما اقتربتُ منه؛ يأخذه الرعب ويخترع ألف عاصفة حتى لا أصلَ لذلك الشيء الرهيب الذي يحمله بداخله كورم خبيث..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى