محمد عثمان كجراي - لن نمل الأنتظار...

قبل تنفيذ حكم الاعدام على شهيد الفكر والحرية
الأستاذ محمود محمد طه



إفتقدناك ضياءً
في أسارير الوجوه النابهه
كنت في إشراقة الفكر كبيراً
والذي اغتالك وجُهُ من نفايات الوجوه الشائهه

قبلك استشهد في المحنة رهُطُ
وقرأنا صور التعذيب في وجه ابن حنبل
فليكن ..
ها أنت في محنتك الكبرى على الساحة أنبل
من أدانوك أسميهم
سيوف البغي في دولة مهووس بن طنبل
نحن في حضرة مولاهم دعي الدين
في قبضة مأفون وتنبل

روعت في غصنها الأخضر في الشط حمامة
مهرجان السخط يستعجل أشراط القيامة
لن نولي وجهنا شطر اليمامة

فليكن .. فالمحنة الكبرى إذا عادت
فلن نهتز من صوت العصابات المخيفة
نصبوا الطاغي إماما
بايعوا تحت ظلال القصر جيفة
آآآآآه ما أبعد هذا اليوم من يوم السقيفة
هأنا أصرخ في سمع الخليفة
ان كل الخطب الجوفاء
في منبره المحفوف بالجند سخيفه

كل تهريج الأناشيد هراء
وعيون الغضب الصامت سخطُ وازدراء
يا حفيفاً من جناح الملك المرسل في غار حراء
قد قرأنا وتعلمنا
بأن الله لا يخذل جيش الفقراء
ظلت المحنة سيفاً في رؤوس الابرياء
والذي يرفع هذا السيف مرصودٌ
على رأس الطغاة الاشقياء
فإذا ما انهك التعذيب كل الأوفياء

فلأن الله قد أوسع عمر الاختبار
لن نمل الأنتظار
كلنا إن لم تكن تعلم
لم يسرع بنا الحزن لذل الانكسار
قد تعلمنا على دربك معنى الانتصار
أعلى